فكرة خلاّقة
قال الدكتور عبدالله آل ملهي «باحث وأكاديمي»: لم يدر بخلد أقل المتفائلين من عشاق ومحبي السياحة الريفية في منطقة عسير، أن تعود الحياة إلى القرى التراثية التي تشتهر بها منطقة عسير، والتي تعد أيقونة الجمال والإبداع بطابعها الهندسي والمعماري، ما جعلها وجهة ومزارا للعشاق والباحثين عن المعالم الحضارية في المنطقة. مضيفا أنه خلال مرافقته للعديد من السفراء الأجانب والسياح والباحثين المتخصصين في الآثار القديمة لهذه القرى خلال السنوات الماضية كانوا يبدون تعجبهم من عدم الاهتمام بها وصيانتها، بل أن الكثير منهم أبدوا حزنهم على اندثار واختفاء قرى لو أنها في إحدى الدول الغربية لأصبحت مزارا سياحيا ورافدا حضاريا واقتصاديا. وأكد آل ملهي أن الخطوات العملية والمبادرات الخلاّقة للأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير نحو الاهتمام بهذا الموروث الحضاري والمحافظة على هذه القرى الجميلة من خلال مشاريع تنفذها البلديات ومبادرة حسن الوفادة التي تتضمن فعاليات وجولات للسياح والزوار لهذه القرى خطوة موفقة أعادت هذه القصور والقلاع والحصون والمتاحف إلى مشهد السياحة في منطقة عسير التي تتمتع بطبيعة خلابة ومناطق سياحية جميلة وعديدة أهلتها إلى أن تكون أهم مناطق الجذب السياحي في المملكة والخليج العربي، فهي تغفو على كنوز سياحي ثمين يتمثل في بروز عدد من الآثار القديمة كالقلاع والحصون والمنازل الأثرية النابعة من تراثها الأصيل، والمعبرة بصدق عن الموروث الحقيقي لمنطقة عسير.
مجالس للقرى
ثمن عضو مجلس الأهالي بظهران الجنوب محسن بن سالم آل دوسري، الدور الكبير لبلدية ظهران الجنوب في تنفيذ مشروع تطوير قرية الحوزة الأثرية، ضمن مشروع تحسين المشهد الحضري. وقال إن المشروع كفيل بالمحافظة على أهم القرى القديمة في المنطقة من خلال إعادة ترميمها وصيانتها بكل ما تحويه من إرث حضاري قديم. واقترح آل دوسري، تشكيل مجالس لهذه القرى تقوم على مساعدة الجهات المعنية وتسهيل إعادة ترميمها والمحافظة عليها، كما اقترح ضرورة تخصيص صندوق بمشاركة القطاع الخاص لدعم هذه المبادرات للحفاظ على القرى الأثرية وكل موروث قديم وجميل بالمنطقة.
توفير الخدمات
زائر لقرية آل المؤنس الأثرية بظهران الجنوب يُدعى عبدالله سعيد آل الوثيق، طالب بضرورة الاهتمام بجميع القرى الأثرية. وقال إن عوامل التعرية والإهمال والتسويف والوعود حوّل الكثير منها مع مرور الزمن إلى «أثر بعد عين»، ولم يتبق إلا العديد من تلك القرى القديمة والضاربة جذورها في عمق التاريخ بما تكتنزه من موروث فني وثقافي وشعبي ولا تزال مقاومة كل الظروف الطبيعية منها والبشرية محتفظة بشيء من تاريخها وإرثها الجميل. وقال إن ترميم وصيانة القصور والدور في هذه القرى مع قيام البلدية بتوصيل التيار الكهربائي وعمليات فتح الطرق ورصف الأزقة والشوارع كخطوة أولى كفيلة بتشجيع الأهالي إلى استثمارها وصيانتها والمحافظة عليها. خالد الوادعي «مرشد سياحي»، أكد أن السياح خاصة الأجانب القادمين لمنطقة عسير يحرصون على القيام بجولات لهذه القرى القديمة التي تفتقد الآن للأسواق والحرف القديمة، مطالبا بضرورة توفير جميع الخدمات من نزل ومطاعم شعبية ومقاهٍ بهدف ترغيب هؤلاء السياح والمصطافين على المكوث لمدة طويلة ومن جانب آخر إعطاء دور إعلامي وإعلاني للعودة لها مرة أخرى. أهم قرى منطقة عسير - قرية رجال ألمع - قرية طبب - النصب والبسطة «أبها» -العسابلة «النماص» - الحوزة وآل المؤنس «ظهران الجنوب» - آل خلف «سراةعبيدة» - قرى أحد رفيدة التراثية - العكاسي