«تسعة تسعة تسعة»، تسلسل رائع ورقم مميز، ويبدو أنه الأميز بين إخوانه الأشقاء لوطنهم الأم ووزارتهم الأب، وفي كلٍ منهم خير وبركة.

هؤلاء الأشقاء يبقون علامة فارقة في بِرّهم وإخلاصهم لمملكتهم العربية السعودية، وهم الأبرز والأهم، والرقم الأصعب الذي نراهن عليه جميعنا، كونهم درعا من دروع الدفاع الداخلي عن الوطن.

للأمن والأمان في هذا البلد قصة ومعادلة تامة ناجحة. بدأها سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بدعوته في قوله تعالى: «رب اجعل هذا البلد آمنا»، ثم تلاها أن قيّض الله لها حُكامنا على مرّ الأزمان، وصولا إلى عصر ملكنا سلمان «حفظه الله»، وصمّام الأمان وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود آل سعود.

نسيج كامل مترابط من أعلى السلطة وحتى أشجع رجل أمن في الميدان، يعملون للحفاظ على نعمة ارتبطت بهذا البلد الأمين.

نعم، هذه هي الحقيقة، وهذا هو الواقع الملموس والمشاهد، فحينما تسير وتجوب أراضي ومساحات الوطن المترامية الأطراف، تجد رجال الأمن ووجودهم وانتشارهم الواسع في كل الاتجاهات، بمختلف المسميات التي ترتبط بوزارة الداخلية، والتي تصب في قالب واحد، ألا وهو دوام واستتباب الأمن داخل حدود بلادي «حماها الله».

يتبادر إلى الذهن سؤال ألا وهو: كيف لو كان المجتمع يعيش من غير وجود رجل الأمن ومركز الشرطة؟ هل لنا أن نتصور ذلك ولو لأيام؟

من وجهة نظري المتواضعة، سيصبح المجتمع أشبه بالغابة يأكل بعضه بعضا.

طبعا، ستكون الغلبة للأقوى بطشا وافتراسا، وستنتشر الجريمة بشتى أنواعها، وسيصبح الوضع في المجتمع بأسره مريبا من كل النواحي.

إذًا، هذه النعمة التي لا نشعر بها إلا في حال فقدها، يمثلها بشكل عام «رجال الأمن»، هذا المسمى الذي يشمل كل من جعل وسخّر حياته لحماية أفراد المجتمع من أي شيء يكون فيه ضرر أو خطر عليهم.

رجال الأمن، هم من شملهم قول الرسول المصطفى، صلى الله عليه وسلم:

«عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».

مراكز الأمن ورجالها في كل مجتمعات العالم على قدر كبير من الأهمية، ونحن كمواطنين يتوجب علينا تجاههم استشعار أهميتهم، وتقدير دورهم في حياتنا والتعاون معهم، إذا تطلب الأمر منّا ذلك.

وأيضا، علينا أن نتوجه إليهم بصادق المحبة والشكر والعرفان، ولا ننساهم من خالص الدعاء لهم بالعون والسلامة من كيد الأشرار، الذين جعلوا من الإجرام حربا مع هؤلاء المخلصين لأوطانهم، فباتوا يحرسونها ليل نهار.

فشكرًا لـ«999» وأشقائه المخلصين الأوفياء. شكرا بقدر ما تعبوا وسهروا من أجلنا، ولن يضيع الله أجرهم وعملهم.

لفتــــــــة:

موسم الحج، ودحر واجتثاث شرذمة الإرهاب لهو أكبر شاهد للعالم قاطبة، على معنى رجل الأمن الحقيقي في المملكة العربية السعودية، خلال ما يسطّره هو ومن إلى جانبه من القطاعات الأخرى، من بطولات عنوانها الشجاعة، وتضحيات من منطلق الإنسانية في سبيل الله أولا، ثم تأدية واجبهم ولسان حالهم يقول: «تَعبُنا يهون.. لأجل سلامة وراحة الغير».

«الأمــن والأمــان لا يقدر بالأثمـان.. ومتى فُقِد فلن تجد معنى لحياة الإنسان»