الفلكلور كتعريف، هو علم الشعوب وهو تراث كل أمة بعينها، وكل جيل يضيف ويحذف حسب الحالة التي يعيشها، وهو تراث شفهي يتغير بتعاقب العصور ومنه اليدوي والفني والثقافي بكل أصنافه.
في نظام النشر والطباعة الصادر عن وزارة الإعلام سابقا, والثقافة والإعلام حاليا المادة الخامسة عشرة من الباب الثاني (لا أدري هل تم التعديل حاليا) مانصه: يعتبر الفلكلور الوطني ملكا عاما للدولة وتمارس الوزارة حقوق المؤلف عليه.. يحظر استيراد وتوزيع ونسخ المصنفات الفلكلورية أو نسخ الترجمات وغيرها للفلكلور الوطني المنتجة خارج المملكة دون ترخيص من الوزارة.
إن هذا التنظيم الإداري لحقوق الفلكلور، الهدف منه هو الحفاظ على سمات الشخصية السعودية في التاريخ من خلال الفلكلور، ولكن تحديد أنواع ومعنى ومسمى الفلكلور ضرورة، لأنه تعبير فضفاض، ولاشك أننا بلد ثري بالموروث الشعبي من فلكلور مختلف ومتعدد يختلف باختلاف المكان والمناخ، سواء في نجد أو الجنوب أو الشرق أو الحجاز أو الشمال، وهو يعبر عن جميع أوضاع الحياة في الجزيرة العربية، سواء بيئة جبلية أو صحراوية بدوية أو بيئة بحرية، ولا أعلم هل توثيق الفلكلور بكل أنواعه من مهام وزارة الثقافة والإعلام أم جهات أخرى؟
كل هذه الأطياف البشرية التي مرت بتعاليم من سبقها من الأجيال، تركت تراثا أصيلا و فطريا يستحق الحفاظ عليه. ومؤكد أن هناك جهات محددة، قد تكون في الجمعية السعودية للثقافة والفنون، لها دور في توثيق هذا التراث.. أما الجهة المشاركة لها فغير واضح دورها، أو ربما كان القائمون عليها من البداية يعملون بصمت. ولما لهذا الفلكلور بكل أنواعه من اهمية، فهو يحتاج إلى تلميحات في مناهج الدراسة بما يخدم من خلاله ارتباط الفرد بشخصيته الإنسانية التي تميزه عن الآخرين، سواء من خلال قصص أو أمثال أو غيرها، لربط الماضي بالحاضر بشكل منهجي، ولئلا تتلاشى الشخصية المحلية في طوفان التعليم الأجنبي الذي بات حالة في قطاع التعليم الأهلي، و كأننا في تغريب محلي.