يقوم العلماء بتكثيف الدراسات والبحوث عن التأثيرات الصحية المحتملة لمجموعة كبيرة من المواد الكيميائية الشائعة وغير المفهومة المستخدمة في الملابس المقاومة للماء، والأثاث المقاوم للبقع، وأوعية الطبخ غير اللاصقة والعديد من المنتجات الاستهلاكية الأخرى، حيث

تشير الدراسات الأولى إلى وجود بعض المخاطر الصحية.

المواد المقاومة

تعرف أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك بأنها مواد مقاومة للماء والزيوت والحرارة، واستخدامهم قد توسع بشكل سريع منذ أن تم تطويرها من قِبل الشركات في منتصف القرن العشرين.

والخصائص غير اللاصقة في هذه المواد تجعلها مفيدة لمنتجات متنوعة مثل أغلفة الطعام والمظلات والخيام والسجاد ورغوة مكافحة الحريق. كما تُستخدم المواد الكيميائية في تصنيع البلاستيك والمطاط وفي المواد العازلة والمطاط.

وباختصار، هذه المواد موجودة حولنا في كل مكان. نتيجةً ولذلك، لقد اكتشفت طريقها إلى التربة، وخصوصًا في بعض المناطق، اكتشفت طريقها إلى مياه الشرب.

كما قالت مديرة المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية والبرنامج الوطني لعلم السموم، ليندا بيرنبوام «أننا نجدها في مياه الأنهار الملوثة والعديد من البرك والعديد من موارد مياه الشرب، ولا نجدها في البيئة فقط، وإنما في البشر أيضًا».

والسبب الجزئي لذلك هو أن أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك لا تتحلل بسهولة – وهذه الخاصية منحتهم مسمى «المواد الكيميائية الدائمة».

اختبار الأحماض

لقد تم اكتشاف بعض الأصناف التي تلازم الجسم البشري لسنوات، هذا إذا لم تكن عقودًا زمنية حتى. بينما أصناف أخرى تتراكم في التربة أو الماء، متسببة في جعلها مصدرا مستمرا للتعرض لها.

وبالرغم من انتشارها، فإن العلماء يعرفون القليل نسبيًا عن التأثيرات الصحية لمعظم أنواع أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك.

ولا يوجد حتى الآن حد قانوني آمن من أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك.

كما اعترف الإداري المساعد في مكتب المياه بوكالة حماية البيئة الأميركية ديفيد روس، في جلسة استماع بالكونجرس عن هذه المواد، قائلا: «بالرغم من استخدامها اليومي، إفن حجم العلوم الضرورية من أجل الفهم الكامل لها وتنظيم هذه المواد الكيميائية ليس قويًا بعد كما هو مطلوب».

وفي الوقت نفسه، الإنفاق العام على الدراسات عن المواد الكيميائية قد ارتفع، حيث زادت المعاهد الوطنية للصحة الأميركية ووكالة حماية البيئة والعديد من أنظمة الجامعة من تمويلها لدراسات أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك في السنوات الأخيرة.

وأحد المنهجيات التي دعمها العلماء من قِبل المعاهد الوطنية للصحة هي تحليل مئات الأصناف من مواد أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك في مرة واحدة. والهدف هو تحديد المجموعات الفرعية من مواد أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك ذات مميزات مشابهة، بحيث لا يتوجب على العلماء القيام باختبارات السمية على كل مادة كيميائية فردية، حيث قالت بيرنبوام: «من المستحيل أن نكون قادرين على اختبار 5000 صنف أو أكثر من مواد أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك».

دراسات أولية

تشير الدراسات الأولى إلى وجود بعض المخاطر الصحية. تم إجراء بعض من دراسات علم الأوبئة عن أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك واسعة النطاق في الولايات المتحدة من قِبل فريق علمية بدءًا في 2005 كجزء من دعوى قضائية جماعية ضد شركة كيميائية تسمى DuPont. وزعمت الدعوى القضائية أن آلاف الناس في فيرجينيا الغربية وأوهايو قد تضرروا من الانطلاقات الصناعية للمادة الكيميائية التي تسمى حمض بيرفلورو الأوكتانويك.

واكتشف الفريق – المكوّن من 3 علماء أوبئة الذين وافقوا على تقييم الدليل العلمي – وجود «رابط محتمل» بين التعرض طويل المدى للمادة الكيميائية وحالات طبية معينة، مثل سرطان الكلى وأمراض الغدة الدرقية.

وأثارت هذه الاكتشافات مجموعة من الأسئلة الجديدة، أولًا عن الآلية: كيف تتصرف أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك في الجسم؟ من الصعب جدًا تحديد المسار المحتمل الذي منه يتسبب التعرض للمادة الكيميائية بأعراض المرض.

وقد تساعد معرفة آليات أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك العلماء على تقدير المخاطر المحتملة لأحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك الأخرى التي تكون ذات هيكلة مشابهة.

كما قالت بيرنبوام بالمعدل الحالي للدراسة، سيستغرق الأمر حوالي سنتين كي يحصل العلماء على أساس سمية كامل مجموعة أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك.

أحماض بيرفلوروأوكتان السلفونيك

تعرف بأنها مواد مقاومة للماء والزيوت والحرارة

تستخدم بشكل واسع منذ أن تم تطويرها من قِبل الشركات في منتصف القرن العشرين

الخصائص غير اللاصقة في هذه المواد تجعلها مفيدة لمنتجات متنوعة مثل أغلفة الطعام والمظلات والخيام والسجاد ورغوة مكافحة الحريق

تُستخدم المواد الكيميائية في تصنيع البلاستيك والمطاط وفي المواد العازلة والمطاط