أجمع أكاديميون ومراقبون على أن المملكة حرصت على تسخير كل الإمكانات لتسهيل قدوم الحجاج والمعتمرين من دولة قطر، أسوة بما تقوم به تجاه عموم المسلمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة، ورفضوا ادعاءات الدوحة بأن المملكة تضع العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة، من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر، وأكدوا أن محاولات الدوحة لتسييس الفريضة يدل على ضعفها في التعاطي مع مختلف القضايا.

أداء الفريضة

أوضح أستاذ العلوم السياسية المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتور وحيد حمزة هاشم، أن السياسية الخارجية السعودية على المستوى الخليجي أو العربي أو الإسلامي أو الدولي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار لكل شعوب العالم، خصوصا شعوب العالم الإسلامي. والمملكة دأبت على تيسير أمور الحجاج من كل الدول بدءا من الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي السعودية وحتى عودتهم إلى بلادهم بعد أداء الفريضة، وأضاف بأن المملكة تفرق بين الخلافات السياسية وحق الشعوب في ممارسة شعائرهم الدينية، ولم تتهاون المملكة في تيسير إجراءات وصول الحجاج إلى أراضي المملكة، وتقديم كل الخدمات لهم بغض النظر عن المواقف السياسية المعادية للسعودية من بعض الدول، كإيران وقطر.

وأكد هاشم، أن المملكة -ووفقا لسياستها- تنطلق من المتغيّر الإسلامي وهو مهم جدا في السياسة الخارجية السعودية، ليس كونها مضيفة للحجاج والمعتمرين، بل أيضا هي أكبر دولة إسلامية وتطبق الشريعة في جميع مجالاتها العامة والخاصة.

إلا أننا نجد في المقابل قطر تربط بين الخلافات السياسية وبين حق الشعب القطري في القدوم إلى المملكة، وأداء فريضة الحج، وهذا الأمر يعكس وجود تعنّت سياسي قطري. فمنع الشعب من أداء فريضة الحج يحمل كثيرا من المخاطر التي لا ترتقي بمستوى دولة يهمها حق شعبها في أداء الفريضة.

عناد سياسي

أكد أستاذ العلوم السياسية وحيد حمزة، أن هذا التحامل السياسي ضد المملكة يوضّح عداء كل من إيران وقطر، وبعض الجماعات الموجودة في بعض الدول الإسلامية والعربية، والمنتمية إلى أذرع إيران، ناتجٌ عن مكانة المملكة في العالم الإسلامي والدولي، وسمعتها ومكانتها التي ترتبط بموقعها الجغرافي، ووجود المناطق المقدسة فيها، وقدرتها المادية والوطنية، موضحا أن المحاولات الإيرانية لتسييس الحج -ومن وراءها قطر- لن تمسّ سمعة السعودية الإقليمية والإسلامية والدولية، ولا يمكن أن تؤثر فيما تقدمه المملكة من خدمات لضيوف الرحمن، وتوفير سبل الراحة والرفاهية والأمان لهم.

إفلاس سياسي

أشار الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد مسعود القحطاني، إلى أن ما أقدمت عليه قطر بوضع العراقيل أمام الحجاج القطريين لمنعهم من أداء الفريضة، يدل على الإفلاس السياسي، موضحا أن ما يقومون به يدل على التخبط غير الواضح.

فعلى الرغم من وجود المقاطعة مع دولة قطر، فتحت السعودية أبوابها بكل السبل لحجاج قطر، ولم تخلط الأوراق، إلا أن القطريين يسعون خلال المنع إلى التشويش على جهود المملكة التي وفرت الخدمات والوسائل الواضحة لدخول جميع الحجاج من كل الدول. فما يميز السياسة السعودية أنها لا تخلط بين الأمور السياسية والشعائر الدينية.

وأكد، أن قطر تريد أن تسيء إلى السعودية في موسم الحج، ولكن المملكة قطعت الطريق على الدوحة، وأصدرت بيانا يوضح أن جميع أمور الحج والإجراءات متاحة، ورحّبت بالحجاج القطريين أسوة بجميع الحجاج.

خدمات مميزة

أشار الخبير السياسي والأكاديمي، الدكتور أحمد الركبان، إلى أن الحكومة القطرية عُرف عنها من وقت المقاطعة محاولة تسييس الحج، إلا أن ما لا تدركه الدوحة أن الحكومات والشعوب الإسلامية، تدرك تماما ما تقدمه المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، وهذا الأمر يعيدنا إلى ما تصرفت به إيران خلال 40 عاما، منذ الثورة الإيرانية إلى اليوم في مكة المكرمة، ومحاولة إثارة فتيل الفتنة داخل المشاعر المقدسة، وتأتي الحكومة القطرية الآن -في محاولة فاشلة- للترويج عبر قنواتها الإعلامية، بأن الحكومة السعودية لم تسهّل دخول الحجاج القطريين، وهو أمر مستغرب، لأن الحجاج أنفسهم يدركون أن السعودية تقدم الخدمات والتسهيلات لكل ضيوف الرحمن دون تمييز.

جهود المملكة في التسهيل على الحجاج القطريين

- تسهيل إجراءات قدوم الراغبين في أداء مناسك الحج

- الدعوة لإزالة العقبات التي تفرضها حكومة قطر

- رفض الادعاءات بأن المملكة تضع العراقيل أمام الحجاج

- أطلقت عدة روابط إلكترونية لتمكين القطريين والمقيمين من حجز أماكن إقامتهم والتعاقد

- القدوم عبر أي خطوط جوية غير الخطوط القطرية لأداء مناسك العمرة

- رفض المملكة التام لأي محاولة لتسييس الحج