نشرت الصحف المحلية خبراً جاء فيه أن وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلةً في 17 أمانة كثفت أعمالها لمعالجة مظاهر التشوه البصري خلال شهر مايو الماضي مستهدفة 15 مظهراً في مختلف مناطق ومدن ومحافظات المملكة. قال الله عز وجل (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمدلله على كل حال) رواه الطبراني. مما سبق نعلم أن الليل للسكون والستر ولراحة الأبدان وهدوء الجوارح، والنهار للبحث عن العيش، ومعنى الحديث أنك أذا رأيت ما تحب تحمد الله على ذلك، وإذا رأيت ما تكره فالحمد على كل الحال. وحي الريان ينطبق عليه الأمران، فالحمد لله أن جعل هذا الحي حيا بأهله وناسه فعلاً، فهو حي مرغوب ومطلوب بسبب الهدوء التام الذي ينعم به ساكنوه وقربه من المستشفيات الهامة والمدارس للبنين والبنات والأسواق العامة، وأيضا الحمد لله على كل حال، إذ حلّ القلق وعدم الراحة بساكنيه منذ ثلاثة أعوام خلت وإلى اليوم، والسبب رغبة الكثير من الناس المفرطة بالسكن به، ما جعل البعض يشترون المساكن القديمة لا ليسكنوها اليوم، ولكن لهدمها وتجديدها وإعادة بنائها، ولكن هذا الأمر يقوم على إقلاق الساكنين المحيطين بتلك المساكن المزمع هدمها من أطفال رضع وشيبان متقاعدين، يتمنون أن يُسعدوا أنفسهم بنوم عميق بعد انتهاء يومهم الوظيفي أو الحياتي، وأمهات يعملن الساعات الطوال في خدمة بيوتهن وساكنيها، ومرضى يلتمسون السكون والهدوء لتمتلئ جفونهم بنوم مريح. الجميع ينشدون الراحة والهدوء خاصة بعد صلاة الفجر فلم يجدوها، تلك المعدات التي تُستخدم بالهدم والحفر والنقل، فهي مصدر القلق الذي يقض مضاجع المجاورين، فمن بعد صلاة الفجر لا تسمع سوى المعدة المسماة (بوكلين) يدق تحت رأسك ويهز الأرض بكاملها، ما يحرمك لذة النوم بعد الفجر، ويستمر بالدق حتى بعد قبيل صلاة العشاء، يريدون الإنجاز بأسرع وقت ليتفرغوا لهدمٍ آخر، ناسين أو متناسين أن أولئك المجاورين يتألمون لحرمانهم من لذة النوم، بينما هؤلاء العاملون يحصدون الثمر بالكوم مع أجور الهدم والحفر والنقل والتشييد، هذا بخلاف ما يعقب الهدم من نقل لمخلفات البناء، وما يثيره من أتربة على المجاورين طوال النهار وجزء من الليل. فيا ترى أليس هناك ما يسمى بالتشوه السمعي والنفسي الذي يلزم علاجه كالتشوه البصري؟. أليس من حق المجاورين إزالة التشوه السمعي والنفسي مثل ما نحرص على إزالة التشوه البصري؟. هنا لابد من تحديد البداية والتوقف عن العمل من أجل راحة المجاورين، كأن يحدد الوقت من الساعة التاسعة أو العاشرة صباحا وحتى سماع أذان المغرب، بعدها يجب ألا نسمع صوت معدة هدم أو حفر، لينعم المجاورون بالراحة والهدوء، وليستعيد هذا الحي رونقه وهدوءه. فيا ترى هل ستعمل البلديات على تمكين الناس من تمتعهم بالنوم والراحة، أرجو ذلك والله هو الهادي.