الإجازة السنوية حق لكل موظف، لكن يختلف عدد الأيام باختلاف الدول وقوانين العمل المعمول بها. كما وجد الباحثون أن العطلة ذات قيمة للصحة العقلية والرفاهية. وقالت المعالجة النفسية شيري أماتنشتاين: "العطلة ضرورية للعودة بنشاط وبتركيز أكبر، ولتذكير نفسك بأن المهنة ليست كل شيء" وهذه الاستراحة الذهنية لا تشعرك فقط بالراحة، ولكنها تفيد الشركات. وهذا هو السبب المحتمل وراء أنه على الرغم من أن العمال الأوروبيين الغربيين لديهم إجازات أكثر من الولايات المتحدة، إلا أن سياسات العطلات السخية لم تؤثر على الإنتاجية.

التقليل من التوتر

تقول مديرة مختبر "Better life" في مؤسسة "New America" بريجيد شولت: إن جميع الأبحاث تشير إلى نفس الاتجاه. أولئك الذين لا يأخذون إجازة هم "أكثر مرضاً، أقل إنتاجية، متوترون، قلقون ويعانون من الاكتئاب، مما يؤثر على عملهم أيضاً"، وتضيف أن الأمر يتطلب من المديرين والمديرين التنفيذيين والقادة إنشاء أنظمة تعطي الأولوية لثقافة الإجازات. أما مطالبة العمال بأخذ إجازة أو تضمين خطط العطلات كجزء من مراجعات الأداء، فهما طريقتان للتأكد من استخدام الإجازة.


وتقول شولت: "قد يبدو هذا غريباً بالنسبة للبعض، لكن الإجازات عبارة عن ممارسة"، موضحة: "كلما قضينا المزيد من ذلك الوقت، كلما أردناه أكثر". إذا، كيف تصبح معتاداً على الإجازات؟ كأي هدف آخر، يتطلب ذلك التخطيط.

مضيفة أن السبب الرئيسي الذي يدفع الناس لعدم أخذ الإجازات هو شعورهم أن بإمكانهم ترك العمل، لكن يمكنك ذلك إذا كنت منظماً.

التنظيم المسبق

توضح أماتنشتاين الطريقة الصحيحة قائلة: ابدأ بـ "الكتابة في التقويم الخاص بك مسبقاً موعد الرحلة. بمجرد أن تكون العطلة في جدولك الزمني، حتى لو كان بعد 6 أو 8 أشهر من الآن، يمكنك تنظيمها".

وتنصحك شولت بأن تحدد أولوياتك، وتتحدث بصراحة مع زملائك حول إجازتك، بحيث لا يكون وجودك خارج البلد أمراً مفاجئاً. وأن التخطيط سيجبرك على تحديد أولوياتك بمرور الوقت ويمكن أن تكون له منفعة، حيث يساعدك على العمل بشكل أكثر ذكاءً وكفاءة. كما أن عليك البدء في معاملة وقت الإجازة على أنه غير قابل للتفاوض، كالفحص الطبي السنوي، فهو جزء حيوي من رعايتك الصحية.