يواجه مؤيدو بريكست British exit والسياسي الطموح بوريس جونسون منذ دفعه إلى سدة رئاسة الحزب والحكومة البريطانية، مأزقا تاريخيا تضاءلت معه كل الخيارات، وبات الجميع في مواجهة كابوس الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي أحفى قدمي تريزا ماي جيئة وذهابا لقاعة البرلمان، قبل أن يطيح بها.

طموح جونسون

ولم تكن حظوظ جونسون مواتية لطموحاته، بعد أن زاد عليه الاتحاد الأوروبي، بعد يومين من تسلمه رئاسة الحكومة البريطانية مصاعب جمة حيال البريكست، عقب إعلان كبير مفاوضيه رفض التكتل بشكل قاطع، طلب جونسون إعادة التفاوض للتوصل إلى اتفاق جديد حول بريكست، يحذف منه البند المثير للجدل حول شبكة الأمان.

وتبرز هنا تساؤلات عدة يطرحها المراقبون حول استراتيجية بوريس جونسون وخياراته الممكنة بشأن بريكست، وما هي فرص نجاحها، وهل يمكن أن تطيح خطط مغادرة بريطانيا للاتحاد بآمال وطموحات رئيس الحكومة الجديد ويلحقه بمصير تريزا ماي.

ثبات أوروبا وتصلبها

أجبر التمترس الأوروبي وثبات مواقفه حيال البريكست، جونسون للبحث عن خيارات عدة تحت شعار "الخروج بأي ثمن"، باتفاق أو بدونه، بالتالي فإن الحماس الذي أقنع به الناخبين المؤيدين لبريكست لاختياره في مواجهة خصومه بات أمام تحديات جمة.

ويقول جونسون إنه مستعد للخروج بدون اتفاق، ولكن يعارض البرلمان البريطاني بغالبيته خطة بريكست "دون اتفاق"، وقد يلجأ جونسون تعليق البرلمان لفرض رغبته، ويمنع بالتالي النواب من التصويت، رغم المخاوف من حدوث أزمة سياسية في هذه الحالة.

فقرات محددة

وتتمحور خطة أخرى لدى جونسون حول إقناع مجلس العموم البريطاني على تصفية اتفاق تيريزا ماي مع بروكسل، واختيار أفضل الفقرات الواردة فيه، ما يعني اختيار النواب نقاطا لا خلاف عليها مثل حقوق المواطنين الأوروبيين ومسائل أمنية والتعاون الدبلوماسي، غير أن أوروبا ترفض حتى الآن إعادة التفاوض حول بريكست.

معركة مع إيرلندا

ويبدو أن معركة جونسون ستكون مع جمهورية إيرلندا وما يعرف بشبكة الأمان، قبل أن يخوض مفاصلة بريكست مع الاتحاد الأوروبي، خصوصا في ظل تكثيف أيرلندا تحذيراتها من خروج المملكة المتحدة بدون اتفاق، وإعلان تمسكها بشبكة الأمان، وتتخوف من إعادة الرقابة بين الجمهورية ومقاطعة أيرلندا الشمالية بعد بريكست.

ضغوط جونسون

تتخوف أيرلندا من انهيار اتفاق الجمعة العظيمة في 1988، الذي أنهى ثلاثة عقود من الاضطرابات في أيرلندا الشمالية، وأعمال عنف بين جمهوريين قوميين "كاثوليك" من أنصار إعادة توحيد أيرلندا، وموالون وحدويون "بروتستانت"، غير أن جونسون يحاول تهديد أوروبا بورقة هذا الاتفاق لإرغامه لإعادة التفاوض على اتفاق تريزا ماي برمته.

استفتاء أو انتخابات مبكرة

ويرى بعض المحللين أنه ربما يرضخ جونسون لإجراء استفتاء ثان للبريكست، في حال انتفاء كل خياراته والسماح للبريطانيين بإبداء آرائهم حول مغادرة الاتحاد، ولكن ذلك يتطلب التصويت على مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة يقدمها حزب العمال المعارض، وقد يدعو جونسون لانتخابات، أملا منه في تعزيز غالبيته البرلمانية.

أبرز بنود اتفاق ماي

- فترة انتقالية

تبقى بريطانيا في الفترة الانتقالية، ضمن السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي والوحدة الجمركية، لتفادي حصول انفصال حاد بالنسبة إلى الاقتصاد، على أن تستمر الفترة حتى 31 ديسمبر 2020، قابلة للتمديد مرة واحدة إذا تم طلب ذلك قبل الأول يوليو 2020، على أن تستمر بريطانيا في الاعتراف بالقوانين الأوروبية من دون امتلاك حق تصويت.

- مواطنو الاتحاد الأوروبي

مواطنو دول الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، وكذلك مواطنو بريطانيا في دول التكتل يكون لهم الحق في البقاء والعمل أو الدراسة أينما رغبوا في ذلك، مع ضمان المستحقات المرتبطة بالتأمين الصحي والتقاعد والخدمات الاجتماعية الأخرى، خلال الفترة الانتقالية.

- فاتورة بريكست

يجب على بريطانيا تلبية جميع الالتزامات المالية التي تحملتها خلال عضويتها، حتى ولو أنها تتجاوز تاريخ الانسحاب ونهاية الفترة الانتقالية، إذ تقدر الحكومة البريطانية التزاماتها بين 35 و39 مليار جنيه استرليني.

- أيرلندا الشمالية

ينص الاتفاق على "شبكة أمان" لمنع عودة حدود مادية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، من أجل حماية اتفاقية الجمعة العظيمة التي أنهت نزاعا دمويا.

ما هي خيارات جونسون

- إعادة التفاوض للتوصل إلى اتفاق جديد حول بريكست يحذف شبكة الأمان

- تصفية اتفاق تيريزا ماي مع بروكسل واختيار أفضل الفقرات الواردة فيه

- الخروج دون اتفاق في حال وافق البرلمان البريطاني بغالبيته للخطة

- إجراء استفتاء ثان للبريكست في حال انتفاء كل الخيارات أمام بريطانيا