أمانُ الله على قبر سكنت به فقيدتي. «فيا مَن غابَ عني وَهوَ رُوحي وكيفَ أُطيقُ مِن رُوحي انفِكاكَ». رحلت الحامدة الشاكرة الصابرة رحلت جدتي (أم حامد)، بعد أن فاضت روحها إلى ربها وتركت لنا الديار حزينة وخاوية.

صاحبة الأيادي البيضاء والوجه البشوش رحلت، والجميع يدعو لها ويذكرها بالخير.

فعلا كم هي عظيمة، أعياها المرض وأنهكها التعب طوال حياتها، تنقلت بين لندن ومصر وغيرها من البلدان ليس للسياحة! وإنما طلبا للعلاج وكانت صابرة محتسبة.

«جدتي» لا يقاس رحيلك بأي وجع، لكن معرفتي بأنك في مكان أجمل، تحت رحمة ربّ رحيم تملأ القلب طمأنينة، رغم غصة الفقد!

أستعيد بهاء الدين زهير، «فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني حملتُ ولو على عيني ثراكَ، سقاكَ الغيثُ هتاناً، وإلاّ فحسبكَ من دموعي ما سقاكَ، وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ مني يرفّ مع النسيمِ على ذراكَ».

لـ«جدتي» المنقطع صوتها، النائمة تحت الأرض، المتوسدة الثرى.. التي لن تعود أبداً، طبت في جنة الرحمن نعيما.

فاللهم ارحمها واغفر لها ولجميع أموات المسلمين.. اللهم نوّر مرقدها، وعطر مشهدها، وطيّب مضجعها، وآنس وحشتها.