"ساعتان من الزمن هي مدة الوقوف في طابور الانتظار" هذه العبارة دونت على لوحة وضعت في مدخل متحف الشمع بالعاصمة البريطانية لندن تنبه زوار المتحف بفترة الانتظار التي قد يقضونها للوصول إلى ما يريدون. وشهد صيف هذا العام زيادة نسبية في أعداد السائحين المهتمين بزيارة المتحف العالمي، وخاصة من الخليجيين حسب شهادة مسؤولين في المتحف الذي يضم أكثر من 500 تمثال من الشمع لشخصيات سياسية ورياضية وعلمية وفنية على المستوى العالمي.

وكانت سيدة فرنسية تدعى "مدام توسو" عمدت إلى صنع هذه التماثيل وضمها في المتحف عام 1884، كما يطالع الزائر قسم الرعب الذي يمثل صورا من الإجرام ضد البشرية أثناء الثورة الفرنسية، بجانب قسم يعرض تحفا فنية وأعمالا يدوية تمثل فترة القرن الثامن عشر.

يقول المواطن ناصر الهاجري: ما يبهر الزائر هو صنع التماثيل بدقة متناهية تجعل الشخص يظن أنه أمام الشخصية الحقيقية للصورة المجسمة كما يقدم المتحف معلومات تاريخية بصورة موجزة وخفيفة تثري الزائر في كل قسم بالمتحف وينتهي المطاف بركوب تاكسي إنجليزي كلاسيكي أسود اللون يجول بالراكب مدة 5 دقائق يتعرف عبرها عن تاريخ بريطانيا من عهد الملكة إليزابيث وحتى العصر الحالي عبر صور معبرة وجمل موجزة تتيح للزائر فرصة اكتساب معلومات في دقائق.

ولم يمل القطري عبدالله المنصوري من طول فترة الانتظار للدخول للمتحف مرجعا ذلك للأجواء الجميلة في لندن أثناء الاصطفاف في الطابور الخارجي. وما إن يدخل الزائر للمتحف حتى يواجه طابورا آخر في الدورين الأول والثاني للمتحف لكن المسابقات الخفيفة والموسيقى المؤثرة بداخل المتحف تقللان من صعوبة الانتظار الذي ينساه الزائر حين رؤيته لمشاهير السينما والفن، حيث سارع المنصوري لالتقاط الصور مع نجوم هوليوود مشيدا بالتنظيم والترتيب للشخصيات المعروضة وترك مسافة أمتار معدودة بين شخصية وأخرى في إتاحة للزائر لالتقاط الصور بحرية.

من جانبه كشف السيد جون من إدارة المتحف لـ"الوطن" عن استعداد المتحف لصنع تمثال من الشمع لكيت ميدلتون زوجة الأمير ويليام نجل ولي العهد البريطاني وسيشرف على المجسم مجموعة من الخبراء الفنيين سيعملون مدة 4 أشهر على صنع التمثال استعدادا لعرضه في المتحف أواخر العام الحالي. وأشار جون أن زوار المتحف يتزايدون طول العام إلا أن شهري يونيو ويوليو يعتبران الأكثر من ناحية أعداد الزوار الذين يأتون من كل الدول لالتقاط الصور مع المشاهير من فنانين ورؤساء أحياء وأموات. وفي تقديره لأكثر المجسمات إقبالا من الزوار ذكر جون أن تحديد ذلك الأمر ليس دقيقا مرجعا ذلك لاختلاف جنسيات زوار المتحف فكل زائر يميل لشخصية معينة ينتمي لها وطنيا أو يتعلق بها فنيا فالهنود يتكاثرون عند المهاتما غاندي بينما يسرع الأميركيون للتصوير مع أوباما والعرب يتنقلون بين رموزهم وممثليهم في المتحف، لكن ملك البوب مايكل جاكسون يحظى بحب الجميع فتجد الصغار والكبار بجوار تمثاله ومن كل الدول وهو أحدث تمثال موجود في المتحف وثاني تمثال له بعد وفاته يعرض في المتحف. وأشار جون لتلقي الإدارة أعداد كبيرة من الاقتراحات لعرض مجسمات لشخصيات سياسية ورياضية وفنية من مختلف الدول مؤكدا أن الاقتراحات تؤخذ بجدية ويتم فرزها وعرضها على لجنة مختصة تحرص على تجديد مجسمات المتحف طوال العام.