أكدت المملكة التزامها بمبادئ القانون الدولي ودعمها كل ما يمكن أن يساعد على استتباب الأمن والاستقرار والسلم لدول المنطقة، وذلك وفق ما جاء في كلمتها التي ألقاها المندوب الدائم لوفد المملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي، أمام مجلس الأمن، في جلسة بعنوان «صون السلم والأمن والدوليين: التحديات التي تعترض تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط».

تهنئة

هنأ المعلمي بولندا لرئاستها مجلس الأمن هذا الشهر، وشكرها على المذكرة المفاهيمية التي أعدها وفد بولندا حول موضوع الجلسة، وقال «تتساءل الورقة عن الأسباب الجذرية للصراعات في الشرق الأوسط، ويجادل البعض بأن لهذه الصراعات جذوراً عرقية ودينية تمتد لمئات السنين وآلافها، وحقيقة الأمر أن هذا الادعاء بعيد عن الصحة خاصةً فيما يتعلق بالكيانين الأساسيين المسؤولين عن تعريض الأمن والسلم في المنطقة للخطر، وهما إسرائيل وإيران».


وتابع «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يكن يوماً ما صراعاً بجذور عرقية أو دينية، فلقد عاش العرب المسلمون مع مواطنيهم اليهود والمسيحيين في أمن وسلام طوال عمر الحكم العربي الإسلامي في فلسطين، ولم يتغير حال هذا التعايش إلا بعد أن بدأت الحركة الصهيونية، وهي حركة عنصرية استعمارية في الاستيلاء على الأراضي والمنازل في فلسطين مع مطلع القرن العشرين، ثم قامت عصابات الصهيونية مثل الأرجون وغيرها بعمليات تطهير عرقي استهدفت الفلسطينيين وحولتهم إلى لاجئين وحرمتهم من حقهم في الحياة وحقهم في الكرامة وفي تقرير المصير».

لا ثارات

أكد المعلمي أنه ليس بين الفلسطينيين واليهود في فلسطين ثارات تاريخية، بل هي مسألة مبادئ أساسية أقرها القانون الدولي وأقرتها قرارات الأمم المتحدة بدءاً من قرار التقسيم الجائر رقم 181، الذي أكد على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة وانتهاءً بالقرارات 242 و338 و497 و672 و694 و1860 و2334 التي أكدت على قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وأضاف «في حين أن العالم بأسره أقرّ بحتمية حلّ الدولتين، فإن إسرائيل ما زالت تماطل في تنفيذ هذه القرارات، وتمتنع عن الاعتراف بالحقوق التاريخية الوطنية لشعب فلسطين على أرضه، بل إنها لم تنفك عن الاستفزازات المستمرة التي كان آخرها اقتحام المسجد الأقصى، والاعتداء على حرمته في يوم عيد الأضحى المبارك، وهو اعتداء ندينه ونندد به بأشد العبارات».

صراع تاريخي

قال المعلمي «يتحدث البعض عن صراع تاريخي عمره مئات السنين بين الشيعة والسنة، ويعتبرون الخلاف مع إيران تجسيداً لهذا الصراع»، مضيفا «لاشيء في الواقع أبعد عن الحقيقة من مثل هذه الادعاءات، فمع أن المذهب الشيعي قد نشأ في بعض المناطق العربية قبل حوالي 1200 عام إلا أنه لم ينتشر في إيران إلا في القرن الـ16 على أيدي حكام الدولة الصفوية، الذين نجحوا في تشييع غالبية إيران ولكنهم لم ينجحوا في نشر المذهب الشيعي خارجها، ولذلك فإن الحديث عن صراع مذهبي تاريخي يكتنف المنطقة بأسرها منذ ألف عام أو يزيد، هو ببساطة ضرب من الخيال، فالشيعة في الوطن العربي عاشوا وتعايشوا مع أشقائهم من أبناء المذاهب السنية المختلفة بأمن وسلام وتعاون، والخلاف مع إيران لم يظهر إلا بعد الثورة الإيرانية التي اعتنقت المذهب الشيعي، وأولته الصدارة بل حتى الحصرية في بعض المجالات، ولم تكتفِ الثورة الإيرانية بذلك بل إنها دعت إلى تصدير الثورة إلى العالم الإسلامي، حيث ينص الدستور الإيراني على أن يمهد الدستور الطريق لمواصلة هذه الثورة في الداخل والخارج».

وأكد أن الاعتراف والإقرار بهذه الحقائق التاريخية هو نقطة الانطلاق نحو تحقيق الأمن والسلم الدوليين في الشرق الأوسط، حيث ينبغي الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، كما يجب الإقرار برفض العنف والاحتلال وتشريد الأسرى وتدمير المنازل، والالتزام بحق كل دول المنطقة في العيش بسلام وأمان بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبعيداً عن تصدير الثورة عبر الميليشيات والاتباع مثل الحوثيين وحزب الله وتحريضهم على أبناء أوطانهم.

مبادئ أساسية

دعا المعلمي مجلس الأمن إلى أن يعيد التأكيد بكل الوسائل على المبادئ الأساسية في العلاقات الدولية، وأن يرفض الاحتلال والعنف والاضطهاد والتحريض وإثارة الفتن التي تمارسها كل من إسرائيل وإيران، وتثير بها القلاقل في الشرق الأوسط.

أكد أن المملكة تعمل دائماً على تشجيع التنمية في المنطقة؛ لأنها السبيل نحو استقرار المنطقة والقضاء على الإرهاب وتخفيف حدة النزاعات، وتبذل جهدها لحلّ المشكلات بالطرق السلمية، وتؤكد على أن دعوات الحوار ينبغي أن تكون منسجمة مع وقف التهديدات والتدخل في الشؤون الداخلية والأعمال العدائية مثل الاعتداء على البعثات الدبلوماسية ومحاولات اغتيال الدبلوماسيين، والهجمات السيبرانية على البنى التحتية، والحملات الدعائية، وتأجيج الفتن والطائفية ودعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية ورعايتها.

مواقف ثابتة

- الالتزام بمبادئ القانون الدولي لدعم السلام والاستقرار

- الصراعات في الشرق الأوسط ليس لها جذور عرقية أو دينية

- الحركة الصهيونية أشعلت صراع العرب والإسرائيليين

- السنة والشيعة تعايشوا طويلاً لكن ثورة إيران خلقت الصراع بينهم

المملكة تدعو للحوار مع الالتزام بالتالي:

01 وقف التهديدات والتدخل في الشؤون الداخلية

02 وقف الأعمال العدائية، ومنها:

- الاعتداء على البعثات الدبلوماسية

- محاولات اغتيال الدبلوماسيين

- الهجمات السيبرانية على البنى التحتية

- الحملات الدعائية

- تأجيج الفتن والطائفية

- دعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية ورعايتها