على غرار ما كان يفعله «أشعب» وهو الشخصية التي ارتبطت في أذهان الناس بالتطفل على كل الموائد، يمارس وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف دوراً مماثلاً، كانت آخر مظاهره وصوله إلى بياريتس جنوب غرب فرنسا حيث يعقد اجتماع الدول السبع G7 على نحو مفاجئ.

والتقى ظريف الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيري الخارجية والمالية الفرنسيين، بحضور دبلوماسيين ألمان وبريطانيين.

موقع يفضح حركة ظريف

وحطت طائرة رسمية إيرانية الأحد عند الساعة 12.13 أي 14,13 بتوقيت غرينتش في مطار بياريتس جنوب غرب فرنسا التي تستقبل قمة دول مجموعة السبع، وذلك وفقاً لموقع تعقب حركة الطائرات «فلايت رادار 24»، وتوقعت وكالة (أ ف ب) وبعد متابعتها للخط الزمني لتحرك الطائرة، وفق الموقع، وأنها حطت في الأيام الأخيرة في العواصم الأوروبية التي زارها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. أن تكون الطائرة قد حملت ظريف إلى بياريتس في مفاجأة كبرى ثبت صحتها لاحقاً.

انتقاد إيراني

أوضحت الرئاسة الفرنسية أن «كل شيء تم في غضون ساعات قليلة. ومنذ أصبح ذلك ممكنا، أبلغنا الدول الأوروبية والأميركيين»، مشيرة إلى زيارة ظريف غير المدرجة وغير المعلنة.

وفي وقت برر الرئيس الإيراني حسن روحاني الوصول المفاجئ لوزير خارجيته، قائلا «أعتقد بضرورة استخدام أي أداة ممكنة من أجل تنمية وتقدم البلاد»، متابعاً «الأساس هو مصالح البلاد»، برزت انتقادات شديدة على خلفية الزيارة، حيث انتقدتها صحيفة «كيهان» المحافظة أمس، ووصفتها بـ»غير اللائقة»، وأنها تعبر عن «ضعف ويأس».

وفي إقرار بالضعف واليأس، ولو بشكل غير مباشر، قال روحاني «يد القوة ويد الدبلوماسية يجب أن تكونا إلى جانب بعضهما بعضا» مضيفا «مخطئ من يتصور أن يدا واحدة كافية إذ ينبغي أن نستخدم قدرتنا العسكرية والثقافية والاقتصادية وكذلك قدرتنا السياسية والدبلوماسية والتفاوضية».

وتابع «نعتقد أنه علينا بذل الجهود وعدم تفويت الفرصة حتى لو كانت نسبة نجاحها 10 أو 20 %».

عادة متكررة

وكان ظريف قد قام بخطوة مماثلة تمثلت بجولة على الدول الاسكندنافية دون دعوى، وهو ما أثار كثيراً من الانتقادات حتى للدول المضيفة التي اعتبر ناشطون فيها أن ظريف مشارك في جرائم نظام الملالي.

كان ظريف زار السويد في 20 أغسطس الحالي، وعلقت وزيرة الخارجية السويدية مارغو الستروم بعد الانتقادات التي طالت استقبالها له، والتي جاءت حتى من أعضاء في البرلمان السويدي، وقالت «نحن لم ندع ظريف وإنما قدم تلقائيا من نفسه».

تهديد

وفيما اعتبر خروجا عن الأعراف الدبلوماسية فقد هدد ظريف من استكهولم المحتجين الذين تجمعوا تنديدا بزيارته، وقال إن «عناصر وأنصار النظام لن يسمحوا للمتظاهرين بالعيش لمدة دقيقة ويأكلونهم أحياء»، واستغرب متابعون أن يهدد ظريف المتظاهرين بالقتل في ستوكهولم، مشيرين إلى أن ذلك يؤكد أن ما يحدث في سجون النظام وغرف التعذيب أشد وأعتى.

- ظريف يصل بياريتس حيث تعقد G7 على نحو مفاجئ

- روحاني يقر باليأس الإيراني ويقول لو كانت لدينا فرصة 10 % لن نفوتها

- انتقادات داخل إيران لزيارة ظريف واعتبارها رسالة يأس

- وزير خارجية الملالي اعتاد زيارة الدول دون دعوات