تسبب فقدان قيمة منح دراسية سعودية في أضرار لإحدى الجامعات العريقة في كندا وهي جامعة ريجينا الكندية التي أسست عام 1911، وتقع في مدن ريجينا وساسكاتون وسويفت كورنت الكندية، تمثلت الأضرار في خسائر لاستثمارات الجامعة البالغة 22.9 مليون دولار، حيث كانت أقل من هدف الجامعة الذي حددته العام الماضي البالغ 26 مليون دولار.

ونقلت صحيفة leaderpost عن مدير الجامعة توماس تشيس، أن هذا النقص يرجع إلى فقدان برنامج المنح الدراسية من الحكومة السعودية، والذي قدم حوالي 3 ملايين دولار (11.2 مليون ريال) للطلاب السعوديين.

عام على قطع العلاقات

بعد مرور قرابة عام على قطع المملكة علاقاتها مع كندا بعد تغريدة للسفارة الكندية في الرياض تدخلت فيها بشأن سعودي داخلي، الأمر الذي ردت عليه الرياض بحزم قائلة على لسان وزير الخارجية الأسبق عادل الجبير إن «المملكة ترفض أي إملاءات من أي دولة حول كيفية التصرف في شؤوننا الداخلية». وتبع ذلك قطع العلاقات على المستوى الدبلوماسي بما في ذلك قطع كافة العلاقات التجارية والثقافية، وسحب جميع الطلاب والطالبات الذين يدرسون في الجامعات الكندية، وتحويلهم إلى جامعات في بلدان أخرى.

واعترفت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، التي اتخذت موقفا معاندا ضد المملكة ومارست الاستفزاز ضد السعودية أكثر من مرة، وذلك بعد الأزمة بأشهر، بأن تداعيات الأزمة الدبلوماسية أثرت على الشركات والجامعات الكندية بشكل سلبي، وطلبت إنهاء الأزمة، إلا أن الرد السعودي أكد أن إنهاء الأزمة «سهل ويتمثل في الاعتذار والاعتراف بالخطأ من الجانب الكندي».

صعوبات كثيرة

بعد مرور عام على خروج الطلاب المبتعثين من المملكة من جامعة ريجينا يقول مدير الجامعة تشيس: «فقدنا جميع طلابنا السعوديين تقريبا في غضون بضعة أسابيع، وفقدنا هذا التمويل معه البالغ أكثر من 11 مليون ريال».

وأضاف: إن فقدان منحة دراسية للطلاب السعوديين أدى إلى عدم تحقيق الجامعة لأهداف الدعم المالي للطلاب للفترة المشمولة بالتقرير 2018 - 2019. وتابع أن صعوبات المنح الدراسية بالجامعة ربما لم تنته بعد مغادرة الطلاب السعوديين، وقد تتعرض الجامعة لمزيد من الصعوبات لأن الكثير من التمويل المتاح للطلاب تم فقدانه.

حلول الجامعات الكندية

أوضح مدير الجامعة توماس تشيس أن «ما تفعله الحكومة حاليا هو دعم الجامعات المتضررة بمزيد من الأموال، وتقوم الجامعة بتصنيفها كمنح دراسية عن الطلاب الأجانب الذين لا يملكون الأموال وهم من جنسيات مختلفة ومن ثم توضع في حساباتهم ولكنها قليلة ويستند صرفها على الاحتياجات الضرورية لكل طالب».

وأضاف هناك منح دراسية الآن من الدرجة 12 تمنح لبعض الطلاب بمعدل 500 دولار سنويا لمدة أربع سنوات إذا التحقوا بفرع الجامعة في مدينة ساسكاتون بعد الثانوية، مشيرا إلى أن الجامعة الآن تعمل على حلول لجمع المزيد من أموال المنح الدراسية وذلك عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية.

قلق من تزايد التكلفة التعليمية

أما رئيس اتحاد طلاب جامعة ريجينا فيكتور أوريولا، فأكد أن المدفوعات الفعلية التي كانت تصل إلى الجامعة لم تعد كالسابق بعد انسحاب الطلاب السعوديين، وربما تحتاج الجامعة الآن إلى الاستثمار بشكل مكثف لأن الجامعة لم يعد لديها ما يكفي من الطلبات لإعطاء جميع المنح. وأضاف أن أكثر ما يثير القلق حاليا هو التكلفة المتزايدة للتعليم بما في ذلك زيادة الرسوم الدراسية بنسبة 2.8 % التي أعلنت عنها الجامعة في مايو الماضي لتغطية عجز ميزانية المنح الدراسية.

المنح الدراسية التي خسرتها الجامعات الكندية من السعودية

- 7 آلاف مبتعث ومبتعثة يرافقهم 5 آلاف من ذويهم

- 5 آلاف من المبتعثين في مرحلة البكالوريوس والدبلوم

- 2000 في مرحلة الدراسات العليا والزمالة الطبية في تخصصات مختلفة