تتفق عدة تقارير استراتيجية، في الآونة الأخيرة، على أن مسألة تقدم جيش النظام السوري بدعم روسي إلى إدلب، وإصراره على تحريرها، ستحشر أنقرة والمعارضة السورية في زاوية ضيقة، وتدفع تركيا إلى القبول بالأمر الواقع، ومن ثم التخلي عن وعودها ودعمها للمعارضة السورية.

ويرى المراقبون أن إحراز التقدم السوري الروسي في إدلب بدعم من الميليشيات الإيرانية، يمكن أن يفتح آفاقا جديدة ويخلط الأوراق المتفق عليها في سوتشي، خاصة في ظل انكماش تركيا على الوضع الداخلي نتيجة الأزمات المتعددة المنفتحة عليها من كل صوب وحدب.

الأزمات المحيطة

يأتي ذلك، تأكيدا لحالة إدلب التي شهدت تحركات متسارعة في الآونة الأخيرة، بعد حالة الجمود التي عاشتها، حيث إن تسارع العمليات العسكرية فيها، يدفع تركيا إلى عدم قدرتها على السيطرة على الإرهابيين فيها، وبالتالي فإن أنقرة لن تف بالتزاماتها وسيكون هناك عجز عن تطبيق اتفاق سوتشي، ولن يتبقى سوى الحل العسكري في ظل وجود ملايين المدنيين في المدينة.

أضف إلى ذلك، التشكيلات العسكرية التي شكلتها أنقرة ستؤذيها، حيث إن خسارة المسلحين في إدلب، يمكن أن يؤذي العسكريين الأتراك الموجودين في المناطق الحدودية أين تتواجد مراكز المراقبة التركية، خاصة أن جميع المؤشرات تقول أن إدلب لم تعد مشروعا استراتيجا مهما لدى تركيا، في ظل أزمتها مع واشنطن بسبب التسلح الروسي، واستقالة بعض القادة العسكريين، وأزمة الجبهة المفتوحة مع الأكراد، وتداعيات ملاحقة المسؤولين المشبته بهم في الانقلاب الفاشل 2016، والركود الذي يعانيه اقتصادها.

وكان خبر استقالة عدد من الجنرالات الأتراك من الجيش التركي، قد أثار ضجة كبيرة في وسائل الإعلام التركية، التي كشفت أن 5 جنرالات قدّموا طلبات إحالتهم إلى التقاعد، على خلفية رفضهم لقرارات صدرت مؤخرا عن مجلس الشورى العسكري في البلاد.

من الأزمات المحيطة بأنقرة

- العلاقة المتوترة مع واشنطن والناتو بسبب التسليح الروسي

- اللاجئون السوريون وتوافدهم من إدلب

- الاستقالات الكبيرة في صفوف الجنرالات

- الركود الاقتصادي الكبير وتهاوي العملة

- تداعيات الانقلاب الفاشل