انتشرت قوات عسكرية بكثافة أمس في بعض أحياء مدينة حمص، فيما تواصل الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة في دمشق، بينما عين الرئيس السوري بشار الأسد محافظين جديدين لدير الزور والقنيطرة.

وأصدر الأسد مرسوما بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظا لدير الزور خلفا لحسين عرنوس، الذي شغل منصب محافظ القنيطرة. وبذلك أعفى الأسد، الدكتور خليل مشهدية من مهامه كمحافظ للقنيطرة. وجاء تعيين محافظ جديد لدير الزور بعد أن شهدت الجمعة الماضي مظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من 550 ألف شخص.

وغالبا ما يلجأ الأسد إلى تغيير المحافظين في حال طالب أهالي المدينة بإقالته لعدم تعاونه معهم وحل مشاكلهم, أو في حالة عدم قدرته على السيطرة على تطورات الأوضاع في محافظته.

في غضون ذلك، أفاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن "قوات ومدرعات الجيش السوري انتشرت بكثافة في دوار الفاخورة ومحيط حي النازحين"، مرجحا أن يكون ذلك "استعدادا لشن عملية عسكرية وأمنية في المنطقة". وأبان أن إضرابا عم أول من أمس مدينة حمص بالكامل، فيما تواصل الحصار الأمني على باب السباع واستمر انقطاع الماء والكهرباء.

وأضاف ريحاوي أن "حملة اعتقالات واسعة طالت المئات في حي ركن الدين والقابون في دمشق"، مشيرا إلى "تواجد أمني كثيف في الأزقة ومفارق الطرق ومداخل الأحياء في القابون حيث يتم التدقيق في لوائح المطلوبين على الداخلين والخارجين من الحي".

كما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن "عناصر الجيش في حي القابون انتشروا ونصبوا رشاشات 500 على مداخل الحارات الرئيسية وأمام المساجد". وأضاف أن "قوات الأمن داهمت المنازل وقامت بحملة اعتقالات"، مشيرا إلى أنها "حطمت الأثاث ومزقت المفروشات أثناء دخولها للمنازل بحجة البحث عن أسلحة دون أن تجد شيئا".

وذكر عبدالرحمن "أن ثلاث تظاهرات خرجت أول من أمس في حي الميدان في دمشق، الأولى قرب مسجد الماجد في الزاهرة، والثانية بعد صلاة العشاء من مسجد الدقاق، والثالثة خرجت في شارع الكورنيش قرب مسجد المنصور". ولفت إلى أن هذه التظاهرات "قامت بإغلاق طريق السيارات قبل أن تنفض بدون أن تسجل أي حالة اعتقال".

في المقابل، نجا قائد شرطة حمص ورئيس فرع الأمن الجنائي من محاولة اغتيال خلال وجودهما في منطقة باب السباع بمدينة حمص مساء الجمعة الماضي. وأوضح مصدر في الشرطة أن" قائد الشرطة العميد عبد الرزاق الصالح نجا من محاولة اغتيال أثناء تواجده وبرفقته رئيس فرع الأمن الجنائي في حي باب السباع". وأضاف المصدر أن "اثنين من حراس قائد الشرطة أصيبا بالرصاص أثناء عبور الموكب أحد الشوارع القريبة".

وانتشرت في بعض المدن السورية في الآونة الأخيرة عدة دعوات لإضرابات تضامنا مع مدن أخرى تمت محاصرتها من الجيش. وتهدف تلك الإضرابات إلى الضغط على السلطات لإيقاف التعامل الأمني مع حركة التظاهرات, على حد تعبير تلك الدعوات.

من جهة أخرى، أبدت منظمة حقوقية أمس مخاوفها على حياة نشطاء تحتجزهم السلطات منذ مايو الماضي بعد أن سلموا أنفسهم مقابل وقف ملاحقتهم.