لأكثر من ثلاثة عقود وهم يوهمون أفراد المجتمع بأن ممارسة بعض الحقوق التي تخالف منهج التدين الصحيح بزعمهم، لا تجلب سوى الضرر والفساد على المجتمع وهويته وخصوصيته، بل إنهم جندوا بعض شباب المجتمع فكريا، وشجعوهم على التصدي لمن يحاول أو يدعو أو يطالب وحتى يناقش مثل هذه الحقوق. والحقيقة أن بعض هذه الحقوق والسلوكيات الإنسانية، هي حقوق طبيعية يجب أن تكون لدى المواطن والمواطنة بحدٍّ سواء، يمارسونها بكل حرية دون إساءة استخدام، كما يحدث في أي مجتمع على وجه الكرة الأرضية. والآن، وبعد أن تمّ التغيير الطبيعي بالمجتمع على يد قادة هذا الوطن الغالي، ومن خلفهم مجتمع واعٍ يدعم هذا التغيير، ويمتلك الفكر والنزعة الصادقة والرغبة القوية للتقدم والتطور للأفضل في جميع المجالات، تجدهم يتسابقون صفوفا للتمتع بهذه الحقوق هم وعائلاتهم، متناسين جيلا كاملا جعلوه يعيش في أوهامه، يعاني التخلف على مستوى الحقوق الإنسانية، بحجة أن المفاسد، وخصوصية المجتمع الذي لا يشبه أي مجتمع في العالم. المشكلة هنا، أنهم أثروا فكريا ونفسيا في جيل بأكمله، يعيش بعضهم حتى اليوم، حالة صراع فكري ربما يصل إلى عدم تقبل هذه التغيرات، والخوف والتوجس منها، وإبداء الامتعاض، وربما السخرية من ذلك. يظهر ذلك في المجالس الخاصة، وفي بعض التعليقات على القرارات التاريخية بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي تكشف مدى تأثير وامتداد هذا الفكر الذي عانى منه المجتمع لبضعة عقود. مع مرور الوقت سوف تتغير وجهة نظر كثير منهم، وسيكتشفون أنهم كانوا ضحايا أفكار متشددة لا أساس لها من الصحة، خاصة حينما يرون من كانوا ينظرون لهذه الأفكار أنهم أصبحوا يسايرون الركب مع التغيرات والتطور الاجتماعي المثمر، وأنهم أصبحوا أصواتا خارجة عن المألوف، وأن الزمن قد تجاوزهم كثيرا، وسيصبحون جزءا مهماً في المشاركة والمساهمة في تطور ورؤية المجتمع السعودي الطموح.