كشفت عدة مصادر إعلامية يمنية حقائق ومعلومات حول تدريب عناصر من الحوثيين إعلاميا، وإعدادهم من وقت مبكر، وذلك خلال فترات سابقة على أيدي مدربين لبنانيين في الضاحية الجنوبية من بيروت، ضمن وفود إعلامية نقلتهم وتكفلت بتدريبهم قطر وإيران في لبنان، وذلك تمهيدا للزج بهم في منابر الحوثي الإعلامية المختلفة من أجل ممارسة الكذب والتضليل، وفي ثنايا هذا التقرير كشفت شهادات من إعلاميين يمنيين عن كيفية تمويل إعلاميين يمنيين وتدريبهم وذلك من أجل خدمة أجندة إيران في اليمن والمنطقة، إضافة إلى تهيئتهم أيدولوجيا من أجل هذه المهمة وذلك في الضاحية الجنوبية في لبنان.

التدريب في الضاحية

قال إعلامي يمني اكفتى بالإشارة إلى اسمه بـ»علي» لـ»الوطن»، إن نظام علي عبدالله صالح ارتكب أكبر خطأ في هذا المجال عندما سمح لقناة الساحات الإيرانية بالعمل داخل اليمن وكان لها أثر كبير في استقطاب عشرات الصحفيين والإعلاميين اليمنيين، لتتحول هذه القناة إلى وكر كبير لاستقطاب عدد كبير من خريجي كلية الإعلام تحت عناوين متعددة أبرزها التدريب والتأهيل للخريجين لينتهي بهم المطاف في الضاحية الجنوبية. وأضاف أن إدارة قناة الساحات الخفية اتخذت من أحمد سيف حاشد وغيره ممن تولوا إدارتها واجهات لتخفي تحتهم عملا منظما ومرتبا يهدف لتجنيد خريجي طلاب كلية الإعلام في صفوف إيران والحوثيين، وكي يتوسع نشاطها إلى إنشاء مركز تدريب وبأسعار رمزية وتتحول بعد ذلك إلى مقصد للإعلاميين الباحثين عن الاحتراف دون دراية أو معرفة أن مهمة هذا المركز هو إعداد أدوات لخدمة أجندة إيران في اليمن والمنطقة.

الطريق من صنعاء إلى بيروت

أكد علي أنه بعد افتتاح قناة الساحات واستقبالها لخريجي الإعلام، كانت إدارة القناة تفرز ملفات المتقدمين في بيروت وليس في صنعاء، بمعنى أن شرط الموافقة على العاملين من الطلاب الجدد كانت تصدر من حزب الله في لبنان وليس من قبل المسؤولين عن القناة في صنعاء. وأضاف: «من هناك كانت الموافقة تصدر، وهذا لا يحصل إلا بعد اجتياز الدورة التدريبية التي تقام في مركز القناة، لينتهي المتدرب بالتوجه إلى الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية حيث يتم استقبالهم من قبل إدارة المركز الذي يسمى «يوسي إم تي» أو المركز الإعلامي لاتحاد الإذاعات العربية وهي قنوات إيرانية تنتشر في عدد من الدول العربية وعبرها يختار النظام الإيراني أدواته.

وأشار علي إلى أنه بعد وصولهم إلى بيروت حضرت عناصر من حزب الله لاستقبالهم، بأشكال متعددة هدفها تقديم انطباع جيد عن حزب الله في المقام الأول وتلميع الحزب في أدمغة الإعلاميين القادمين من اليمن، مؤكدا أن الضاحية الجنوبية أشبه بوكر للعصابات يمتنع الناس عن زيارتها فالكل يعمل لصالح حزب الله وتسيطر قبضة أمنية على كل مفاصل الحياة مما جعل من الضاحية منطقة معزولة عن بيروت العاصمة.

حزب الله يتعقب ضحاياه

بين علي أن حزب الله يرسل جواسيسه على شكل سائق تاكسي أو بائع متجول، فما أن يركب المستهدف حتى يبدأ السائق بتمجيد حزب الله في سعي واضح يهدف لتعزيز حجم الإعجاب والتباهي بالحزب وأمينه العام ليكمل مهمة السائق صاحب المطعم والفندق الذي يعمل بكل جهد للتقرب من الزوار، كل ذلك يتلقاه من يتم الموافقة على التحاقه بالمعهد والقليل فقط من يكتشف حجم ما تعانيه الضاحية من عزلة تامة عن المجتمع اللبناني فصور قتلى حزب الله وبرامج حزب الله ومعاركه هي من تصاحب المستهدف منذ وصوله حتى خروجه من لبنان. وأكد علي أنه منذ وصولهم إلى بيروت ظلوا تحت رقابة عيون حزب الله طيلة شهر قائلا: «الحزب هو من يختار لك الأماكن التي تزورها والأفلام التي تشاهدها والبرامج التي تتدرب عليها لتنتهي الدورة بمشروع تخرج عن قدرات الحزب وانتصاراته وإنجازاته التي حققها»، ويتولى التدريب والإشراف العاملين في قناة المنار ويرفع المدرب تقارير يومية عن الدورة ومن الذي يمكن تجنيده لصالح حزب الله وإيران بحسب ما يتمتع به المستهدف من ذكاء وولاء، فالولاء هو الهدف الرئيسي والمهم لمن يقع عليه الاختيار، ومعظم الإعلاميين الذين يعملون لصالح الحوثي هم ممن تلقوا تدريبات بمركز الإذاعات العربية بالضاحية الجنوبية لبيروت.

مكافآت للمتدربين الحوثيين

بين الإعلامي اليمني علي أن حزب الله قام بدعم وتدريب ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، التي أدخلت البلاد في أتون حرب هي الأوسع في تاريخها بفعل انقلاب على السلطة الشرعية واستيلائها على مؤسسات ومقدرات الدولة، وتقدم تسهيلات كبيرة للمتدربين اليمنيين أكثر من غيرهم، ويمنح المتميزون مكافآت خاصة، لذا نجد ميليشيا الحوثي تقيم الفعاليات والخطب تمجيدا لحزب الله، واعترافا بدورهم وجهدهم. وأضاف: لم يتوقف الدعم الإيراني وحزب الله عند دور التدريب الإعلامي في الضاحية بل وصل إلى المشاركة الفعلية والتطبيق على الأرض في اليمن من خلال تواجد كبير لعناصر من إيران وحزب الله بصورة مباشرة في القتال على الأراضي اليمنية أو في مواصلة التدريب الإعلامي والتوجيه في ذلك بالجوار من الحوثيين.

استمرار المشورة

كشف علي أن الخبراء الإيرانيين وحزب الله يواصلون حضورهم من خلال تقديم المشورة حتى بعد انتهاء فترات التدريب، ويقدمون المشورة والخبرة القتالية إلى جانب القتال الفعلي مع عناصر مع الجماعة الحوثية في اليمن، وقد تلقت عناصر من حزب الله والحوثيين التدريب على الإرهاب الطائفي داخل إيران قبل 10 سنوات، ومن ثم تم تدريبهم داخل اليمن بدعم من إيران، كما أن حزب الله استضاف شخصيات بارزة من الحوثيين في بيروت بتمويل من إيران خلال السنوات الماضية، وكانت هذه الشخصيات تستقر في مختلف الفنادق في بيروت. وعقب انقلاب الحوثي في اليمن، وقبل بداية «عاصفة الحزم» كان من الطبيعي تعميق هذه العلاقة بين حلفاء إيران تحقيقا للمصلحة المشتركة.

رحلة الإعلامي الحوثي من صنعاء إلى بيروت

استقبال طلاب الإعلام في قناة الساحات الإيرانية

فرز الأسماء واختيارها يتم عن طريق مكاتب القناة في بيروت

اجتياز دورة تدريبية في مقر القناة

تمويل سفرهم إلى بيروت واستقبالهم من قبل عناصر من حزب الله

اختيار إقامتهم في الضاحية الجنوبية ووضعهم تحت المراقبة

زرع الولاء لإيران وحزب الله في نفوس وعقول المتدربين

تنتهي الدورة بمشروع تخرج عن قدرات حزب الله وإنجازاته

يشرف على التدريب عاملون في قناة المنار التابعة للحزب

تجنيد الإعلاميين وإفهامهم أن الهدف خدمة اليمن ومحاربة الأعداء

وضع مكافآت للمتدربين ومواصلة العمل معهم بعد الدورة لتنفيذ أهدافهم