أولا أحب أن أؤكد على مقولة السعوديين «ما لأحد علينا منة إلا وجهه الكريم». السعوديون لم يكونوا في يوم من الأيام عالة على أحد، ولم يطلبوا مساعدة من أحد، لذلك ما يحدث حاليا أعتقد غير مقبول، عرفا واقتصادا ومكانة.

نحن قادة العالم العربي والإسلامي، وأحد دول العشرين التي تتحكم في سياسة واقتصاد الكرة الأرضية. عندما أرى السعوديين على أبواب السفارات يطالبون بالفيز للسفر لكثير من الدول الأقل منا، هذا غير الأدهى والأمر، الشروط التعجيزية التي تطلبها بعض الدول من المسافر السعودي!.

دول لا تملك أي نفوذ عالمي، واقتصادها أقل من اقتصادنا بمراحل، تطلب طلبات غير معقولة من السعوديين، نفس طلباتها من دول فقيرة معدمة تخاف من الهجرة غير الشرعية!

السائح السعودي الأفضل في العالم، وليس هذا كلامي بل كلام الإحصاءات الدولية، حيث كشفت شركة «فيزا» العالمية عن تقرير حديث، يخص المدفوعات السياحية، ضمن دراسة شاملة للتوجهات العالمية لأفضل السياح إنفاقاً، جاء فيه السياح السعوديون في المركز الأول، وتمكَّن السعوديون من التفوق على الأميركيين والصينيين، وتصدَّر الشعب السعودي في الإحصاءات، قائمة الشعوب الأكثر سفراً في الشرق الأوسط، ليصبح اليوم الأكثر إنفاقاً على السياحة.

فليعطني هؤلاء الذين يطالبون المسافر السعودي بفيزا وطلبات تعجيزية، سعودياً واحداً تخلف أو هاجر بشكل غير مشروع! بل لهم الفخر والفائدة أن يأتيهم السائح السعودي الأكثر إنفاقا وكرما.

هناك طلبات عليها استفهام قانوني، مثل المعلومات المصرفية وكشف الحساب. نعرف أن المعلومات الشخصية لمواطني البلد تعتبر محمية بالقانون، بل إن بعض الدول الغربية ترفض مشاركة معلومات مواطنيها مع أي جهة أجنبية، فكيف يُطلب من المسافر السعودي أن يعطي معلوماته لشركة قد تستغل أو تسرب المعلومات. والآن السفارات الأجنبية بدأت تتعامل مع شركات تجارية لأخذ الأوراق الرسمية!

حتى معاملة المسافر السعودي من قبل الشركات الوسيطة غير مقبولة، وفيها تكبر كأنه قادم يطلب سلفة، وليس آتياً ليفيد البلد الذي سيزوره!.

هناك مبدأ في السياسة والدبلوماسية يعرف بـ«المعاملة بالمثل» لم أر السفارات السعودية تطلب طلبات تعجيزية من الزائرين للمملكة.

على الإخوان في وزارة الخارجية السعي الدؤوب لتعزيز قوة الجواز السعودي، فهذا يعكس نفوذ وقوة الدولة ومكانتها. أعتقد وظيفة السفارات تتمحور حول 3 نقاط أساسية وبعض النقاط الأخرى الملحقة: تعزيز العلاقات وتطويرها مع الدولة المستضيفة، والحفاظ على المصالح السعودية وحماية ورعاية مصالح المواطنين السعوديين، وثالثا الدبلوماسية العامة وما يتبعها.

كل ما أتمناه من الخارجية والسفارات في الخارج أن تكون للسعودية هيبة تعكس مكانة وحرص المملكة على مواطنيها، وهذه توجيهات القيادة العليا التي يكررونها باستمرار. نريد من الخارجية ومن سفاراتنا الحركة، نريد نتائج وعملا. كتبنا سابقا أننا سعدنا كثيرا بتعيين سفراء من خارج البيروقراطية الحكومية في الخارجية، وإلى حد ما أداؤهم أفضل، لكن هذا لا يعني أننا ضد أي أحد في الخارجية، بل على العكس أي شخص يخدم البلد والمواطن فمرحبا به ألف مرة، بغض النظر عن خلفيته من الخارجية أو من خارجها. لكن ما نراه وجهة نظر شخصية لا نجبر أحداً على تبنيها، فمن يأتون من خارج البيروقراطية يكون أداؤهم أفضل، ولا يعني ذلك الجميع بل لكل قاعدة استثناء، فمن باب الإنصاف سمعت أحد المواطنين يشتكي من أنه لم يستطع مقابلة سفير جديد من خارج الخارجية لشهرين، الحق يقال إن السفير السابق كان من السهل مقابلته، صحيح أنه لا ينفع ولا يضر، لكن الجديد ربما تملكه سحر الكرسي. إن الوصول للمسؤول والأبواب المفتوحة هو سياسة الدولة وحق للمواطن وهذا ما يهمنا، أما ما يحصل بعد ذلك فحسب تقييم المسؤول للموضوع وهو أعلم، لكن لا يصادر حق المواطن في الوصول إليه. وربما لا يدري هذا المسؤول كما شرحت في مقالي السابق أنه لا يوجد (قالطين) في عصر أبو فهد وأبو سلمان، بل خدمة الوطن والمواطن هي ما يقرب ويبعد.