بينما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي قبل عدة أيام بقضية مقتل طفل على يد زميله، وبدأت التساؤلات عن مصير الطفل، إن كان سيعاقب أم لا، وما الأسباب التي أدت لأن يبلغ العنف ذروته لطفل في هذه السن، تنازل المواطن خويتم الحارثي، والد الطفل «معتز» الذي توفي نتيجة شجار مع زميله داخل فناء مدرسته، بضاحية لبن غرب العاصمة الرياض. وحرص الحارثي على إغلاق القضية سريعا بعد أقل من 48 ساعة على الحادثة، وطلب أن يتم إطلاق الطفل الجاني سريعا، وألا يتم المساس بالطاقم الإداري والمعلمين العاملين بالمدرسة، في إشارة إلى عدم تحميلهم المسؤولية عما حدث لابنه الذي تشاجر مع طفل آخر واعتبره قضاء وقدرا.

المسؤولية الجنائية

قال الأستاذ المشارك في علم اجتماع الجريمة بجامعة الملك سعود الدكتور حميد الشايجي، إنه بالنسبة للمسؤولية الجنائية التي تكون لمن هم دون سن البلوغ، فهي مقسمة على ثلاثة أقسام، الأول، الأطفال دون سن سبع سنوات تكون فيها المُساءلة المعنوية، والثانية، من سبع سنوات إلى ما قبل البلوغ تكون فيها المساءلة التأديبية، والثالثة، من البلوغ إلى الممات تكون فيها المُساءلة الجنائية الكاملة.

حق عام وخاص

أوضح الشايجي أن ما حدث في الرياض بين الطفلين كان قتلا متعمدا، بالتالي هنا جريمة متعمدة يُعاقب عليها عقوبة تعزيرية دون القتل، قد يؤمر بسجنه وقد يُعزّر بالجلد لا تصل للقصاص؛ لأن من شروط القصاص الوعي والبلوغ وأن يكون متعمدا وإمكانية تحقيق المساواة بين الجرم والعقوبة، وهنا البلوغ منتف؛ لذلك لن تطبق عقوبة القصاص، حتى وإن تنازل أهل المجني عليه، يوجد حق عام، فبالتالي يحاسب حسب الحق العام بما يراه القاضي.

الألعاب الإلكترونية

أشار الشايجي إلى أن الأمور التي تولّد العنف عند الأطفال بشكل عام التربية والتنشئة التي ينشؤها الطفل لها علاقة بأن يكون عنيفا أو لا إذا كانت الأسرة تتعامل بعنف فيما بينها سواء من الأب والأم أو بين الإخوة، بالتالي الطفل سيكبر ويمارس العنف على الآخرين، أيضا الإعلام التقليدي أو الحديث له علاقة، فنجد كثرة النظر لمشاهد العنف حتى في الألعاب الإلكترونية تجعل الطفل معتادا على هذا الأمر، إذا ما يشاهده الأطفال بالذات في الألعاب الإلكترونية سيؤثر عليهم للأسف لعدم الالتزام من البعض بمسألة التصنيفات العمرية، ويصعب السيطرة على هذه المسألة لسهولة شراء الألعاب الإلكترونية من الإنترنت.

دور المدارس

في حادثة قتل الطفل في الرياض نجد أن الاعتداء تم في ساحة المدرسة، وليس في مكان بعيد عن الأنظار لكن لم نر دورا للمشرفين والمراقبين على الأطفال في وقت الفسحة، لأنه يجب أن يكون هناك عدد كاف من المراقبين بالذات إذا كانت المدرسة تحوي مئات الطلاب؛ لأنه من المتوقع في وجود التجمعات أن تصدر بعض الألفاظ والسلوكيات التي قد تحتوي على العنف بالإضافة لقضية التنمر.

علوم المرجلة

أشار الشايجي إلى أن الثقافة الاجتماعية المنتشرة في بعض المجتمعات المحلية تحث على العنف، مثل: جعل الطفل يحمل السلاح وغرس الرجولة من وجهة نظرهم بتعليمه كيفية حمل السلاح وهذه من الأخطاء؛ لأن الطفل لا يستوعب خطورة ما يحمله، فنجد الطفل عند وقوعه في أي مشكلة أوإذا حصل أي أمر يغضبه يتجه مباشرة للسلاح باعتباره حلا للمشكلة من وجهة نظره، ويسهل توفر الأسلحة في المنزل وفي متناول يد الأطفال عمليات العنف والقتل.

الأسلحة عند الأطفال

أشار المحامي والمستشار القانوني وعضو النيابة السابق صالح الغامدي إلى أن استخدام الأطفال للأسلحة وقتلهم أشخاصا عن طريق الخطأ كما حصل في حادثة قبل فترة قريبة، توجه حينها التهمة لمن قام بإعطائه السلاح الناري ومكّنه من استخدامه ويتم تطبيق العقوبات الشرعية والنظامية بحقه، مشيرا إلى أن استخدام السلاح في المناسبات والأفراح يعد مخالفة لنظام الأسلحة والذخائر ويعرض مرتكبها للعقوبة إما بالسجن أو الغرامة المالية.

- 2013 مشاجرة تنتهي بطعنة سكين في كتف طالب في جدة

- 2013 إصابة طالب بطعنة سكين في رأسه بـ»بلقرن»

- 2014 وفاة طالب بمدرسة متوسطة بجدة إثر شجار مع زميله

- 2016 «كاكا عربجية» وراء مشاجرة طالبات جامعة الطائف

- 2016 طالب يطعن أكاديميا في جامعة الطائف

- 2019 وفاة طالب إثر مشاجرة مع زميله