قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس إن هجوم يوم السبت على أحد المنشآت النفطية السعودية المهمة سيقوم بالتأكيد بهز سوق الطاقة العالمي على المدى القصير، ولكنه يحمل معه كذلك تداعيات بعيدة الأمد مثيرة للاضطرابات.

فمنذ أزمات النفط المزدوجة في السبعينيات 1970، خشي مسؤولو أمن الطاقة من توجيه ضربة متعمدة إلى إحدى نقاط الاختناق المهمة في إنتاج الطاقة ونقلها، فالممرات البحرية مثل مضيق هرمز عادة ما تظهر في مثل هذه التكهنات، ومنشآت النفط في محافظة بقيق بالمملكة هي الأكثر أهمية وقيمة، خصوصا أن المعلومات الآن تتحدث عن إمكانية انقطاع الإنتاج السعودي لفترة مؤقتة، وهو الأمر الذي سينعكس بشكل كبير على إمدادات النفط العالمية وسيكون له تأثير مباشر على أسعار النفط في كافة أنحاء العالم.

أهمية بقيق

ذكرت صحيفة "وول ستريت" أن 5.7 ملايين برميل يوميا من الإنتاج، أو حوالي 5% من معروض العالم، قد توقف نتيجة لهذا التخريب، وكي يتم توضيح أهمية البقيق في إدراك سوق النفط، فإن هجوما إرهابيا في 2006 باستخدام المركبات المحملة بالمتفجرات دفعت بأسعار النفط إلى أكثر من دولارين للبرميل.

وأضافت أن المملكة معروفة بصرف مليارات الدولارات سنويا على حماية الموانئ وخطوط الأنابيب ومرافق المعالجة، وهي المنتج الرئيسي الوحيد للنفط الذي يحافظ على بعض الإنتاج الفائض، ولكن طبيعة الهجوم، الذي ادعى الحوثيون المدعومون من إيران القيام به، أوضح أن حماية مثل هذه المنشآت قد تكون أصعب بكثير حاليا.

التأثير على سوق النفط

هنالك دول حتى اليوم ترى أن إنتاجها ينحسر ويتدفق نتيجة للنشاط المسلح، وبالأخص نيجيريا وليبيا، بينما دول أخرى، مثل فنزويلا، في تراجع مزمن بسبب الاضطرابات السياسية، مثل هذه الأخبار تؤثر على سعر النفط في الهامش، ولكن بالكاد أن تكون مروعة.

الهجمات المتعمدة من قِبل القوات المسلحة الفعلية قد أصبحت نادرة، باستثناء "حرب الناقلات 1980 في الثمانينيات، التي تضمت العراق وإيران وسفن منتجين إقليميين آخرين مثل الكويت، عندما قامت قوات صدّام حسين العراقية بغزو الكويت في 1990، مزيلة إنتاجها من السوق ووضع إنتاج النفط الخام السعودي الضخم في خطر، ارتفعت الأسعار لأكثر من الضعفين خلال شهرين.

خطورة الهجوم على بقيق

التكنولوجيا من الطائرات بدون طيار وحتى الهجمات الإلكترونية متوفرة لمجموعات مثل الحوثيين، وذلك بدعم مباشر من إيران.

وأضافت الصحيفة أن محاولة معاقبة إيران تعتبر سلاحا ذو حدين، نظرا إلى أن التعرض لمصدرها الرئيسي للإيرادات، وكذلك النفط، من شأنه أن يؤدي إلى اشتعال الأسعار.

في حين أن التكرارات في البنية التحتية النفطية السعودية تعني أن الإنتاج قد يتم تخزينه في أقرب فرصة كيوم الاثنين، إلا أن الهجوم قد يبني علاوة على أسعار النفط، التي غابت منذ فترة طويلة بسبب الشعور بالرضا عن الوضع القائم، بالتأكيد على التجار الآن أن يحددوا المخاطر التي تهدد بأخذ ليس مئات الألوف، وإنما ملايين البراميل من السوق.

توقيت ردة فعل سوق النفط الصخري الأميركي يبلغ أشهر عديدة، وليست أياما أو أسابيع، وليس قريبا بالشكل الكافي حتى يستبدل ملايين براميل عديدة.

بعد أن تهدأ الأسواق، فإن التطور والجرأة التكنولوجية لهجوم السبت ستبقى في سوق الطاقة لفترة طويلة.