أورد معارضون إيرانيون تحليلا عن الهجوم على معملين لإنتاج النفط تابعين لشركة أرامكو السعودية في محافظة بقيق وهجرة خريص، وذكروا فيه من يقف بشكل مباشر خلف تلك الهجمات.

حيث ذهب المعارضون إلى أن ملالي طهران هي المتسبب مباشرة والمستفيد من تلك الهجمات، لما تتعرض له طهران من ضغوطات دولية في الملف النووي ولخلق موقف متوتر آخر، هذا التصرف الجديد للنظام يتزامن مع أزمة جديدة خلقها بخصوص التزاماته تجاه الاتفاق النووي. الأمر الذي أصبح الآن مشكلة خطيرة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما جعل مساعي النظام للحصول على القنبلة النووية مطروحة على طاولة المؤسسات الدولية، وكذلك للضغط فيما يخص العقوبات التي فرضت عليها بسبب دعمها للمليشيات الإرهابية وزعزعة أمن المنطقة.

التنازلات شجعت الملالي

وأشار المحللون إلى أن قصف المنشآت النفطية التابعة للمملكة العربية السعودية، يثبت أن التنازل الممنوح للملالي يشجعه بأي شكل من الأشكال على التمادي في الإرهاب وخلق التوترات في المنطقة.

والسؤال المطروح الآن هو: لماذا يتخذ النظام هذا الإجراء في وضع يعيش فيه في مأزق خانق اقتصاديًا، وفي وقت كان كثيرون في العالم متطلعين على النظام لخلق أجواء انفتاح سياسياً واقتصادياً للنظام؟ فلماذا يقلب النظام الطاولة بقيامه بمثل هذه التصرفات؟

التضحية بالحوثيين

وبحسب ما ورد في الأخبار، نفذ الحوثيون الهجوم من اليمن باستخدام عدة طائرات بدون طيار، لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ألقى باللوم على نظام طهران، ورفض أن يكون الحوثيون هم من قاموا بالهجوم، قائلاً إنه لا يوجد دليل على أن الهجمات كانت من اليمن، وتشير تقارير أخرى صدرت عن مصادر مطلعة إلى أن الهجوم كان صاروخيًا إما من إيران أو العراق.

فرحة إعلامية وإنكار دبلوماسي

وأضاف المعارضون الإيرانيون، إن النظام على الرغم من إثارة الضجيج الإعلامي في وسائل الإعلام الخاصة به، يتجنب بشدة أن يقول إنه من نفذ الهجوم بنفسه، وأنه يحاول أن يظهر أن الحوثيين قد نفذوه. وطبعا هذا لا يحدث فرقًا كبيرًا في طبيعة القضية، حيث يعرف الجميع أن الحوثيين يعني النظام الإيراني نفسه، كما وفي الدعاية التي يقوم بها النظام، يحاول في موقف متناقض مثير للضحك أيضًا تصوير هذا الهجوم الإرهابي بألف لغة بأنه هجوم منتصر.

محاولة فك الخناق عن المليشيا الإرهابية

بین المعارضون أن الهدف الأول للنظام، من هكذا تصرفات وخلق توترات، هو الحفاظ على قواته الداخلية والخارجية، مثل حزب الله، الذي تعرض للانهيار بشدة تحت وطأة الظروف السياسية والاقتصادية. وكذلك التأثير على سير الأحداث والحصول على امتيازات من الأطراف المعنية. وهناك آراء مختلفة في هذا الصدد. سواء أكان بإمكانه الحصول على شيء بهذه الطريقة، أو العكس، فإنه يوحد عناصر الطرف المقابل ويحشدها ضد نفسه.

الإلتزام بالاتفاق النووي

يبحث نظام الملالي عن انفراجة فيما يخص بنود الاتفاق النووي بفعل هذه التدابير، أي تقليل التزاماته في الاتفاق النووي وهجماته الإرهابية على الدول المجاورة.

ولابد من القول: لا ، فاستهداف المنشآت النفطية السعودية كان في الواقع ضربة للجهود الفرنسية لإيجاد طريقة سلمية لحل الأزمة، ويعتقد المحللون عمومًا أنها ضربة لفكرة التفاوض والتنازلات الاقتصادية مثل حصول النظام على 15 مليار دولار كائتمان، حيث إنه يوضح ويثبت جليا أن أي تنازل للنظام سيحفزه على مواصلة أعماله المثيرة للتوتر، وهذا هو نظام لا يعرف لغة سوى لغة الحسم والقوة.

الخروج من الأزمة بتصديرها

الحقيقة هي أن الملالي الحاكمين ومن أجل مواصلة حكمهم قد وضعوا استراتيجيتهم منذ اليوم الأول على أساس القمع الداخلي وتصدير الإرهاب إلى الخارج، ولذلك فإن أي نوع من محاولات الاسترضاء ومنح امتياز لهذا النظام سوف يشجعه أكثر في الإرهاب والحرب. وذكر المعارضون أن الحل الوحيد لوقف محاولات النظام لإشعال الحرب الوحشية، يكمن في اعتماد سياسة الحزم والقطيعة في التعامل مع هذا النظام ودعم الشعب الإيراني للإطاحة بهذا النظام اللا إنساني.