اكتساب الطفل عدة لغات أمر مهم لحياته فيما بعد، لكن ما يغفل عنه بعض الأهالي هو كيفية تعلم اللغة الثانية، حيث أوضح إخصائي التخاطب سعيد الزويد أنه يوجد منهجان في تعلم اللغتين، الأول، أن يتعلم الطفل اللغتين اللغة الأم واللغة الثانية من الولادة بنفس الوقت، والثاني، أن يتعلم اللغة الثانية بعد أن تتطور كثيرا لغته الأم أي بعد سن ثلاث سنوات، وكلا المنهجين صحيح.

وجود استثناءات

أشار الزويد إلى أن تعلم الطفل أكثر من لغة يساعد في تنمية الذكاء، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على جميع الأطفال، حيث يوجد عند بعض الأطفال من الأساس تأخر في النطق، فلا يجب حينها أن نزيد من الأمر تعقيدا بتعليمه لغة أخرى.

التعليم الخاطئ

يجب أن يتعلم الطفل اللغة الأم أولا، لأنه إذا لم يتقن اللغة الأم فستصبح لديه حواجز في التعاملات الاجتماعية والتعليم، أما بالنسبة لتعلم اللغة الثانية فيجب أن يكون مصدرها صحيحا، وهو الأهل أو الجهات التعليمية كالحضانات، لأن الطفل هنا يستطيع أن يميز بين اللغتين ويستخدم الجمل بطريقة صحيحة لأنه تعلم اللغة من مصدر صحيح، أما التعلم عن طريق الأجهزة فسيكون تعلما عشوائيا، وأيضا قد يفضلها على لغته الأم فيحبذ أن يستخدم اللغة الإنجليزية للتحاور مع الآخرين بدلا من اللغة العربية، ومن ثم إن حاولنا تعليمه المفردات العربية سنجده يرفض.

كما أشار الزويد إلى أن الطفل قد يرفض اللغة العربية؛ لأنه تلقى اللغة الأخرى عن طريق الأجهزة بطريقة جذابة أكثر كالصور والرسومات بالإضافة لسهولة اللغة الإنجليزية مقارنة بالعربية، فهذا يسبب له تعلقا باللغة مقارنة بالتعليم التقليدي الذي يتلقاه عند تعليمه اللغة الأم.

طريقة التواصل

أشارت الإخصائية النفسية للأطفال رها بوقري إلى أنه من الأفضل أن يكون التواصل في المنزل باللغة الأم، لأن الطفل يشعر أكثر بالحب وكيفية التعبير بشكل جيد، أيضا يجب أن يتم التوجيه من الأهل والمدرسة في كيفية استخدام اللغة الإضافية بحيث يتم استخدامها عند الحاجة ووجود أشخاص لا يتقنون العربية، لأن استخدامهم لغتهم الأم يعزز من هويتهم ووطنيتهم، كما وضحت بوقري أن الضغط على الطفل ومقارنته بأقرانه ممن يتحدثون لغات أخرى قد يصيب الطفل، بالصمت الاختياري أو الانطواء والانعزال والخوف من الحديث بأي لغة مع الآخرين إضافة أحيانا للتوتر والقلق.