ذكرت صحيفة «STARS AND STRIPES» الأميركية أن أفضل شيء مفيد يمكن أن تفعله إدارة الرئيس دونالد ترمب فورا للسودان، هو إزالته من قائمة وزارة الخارجية للدول التي ترعى الإرهاب، لافتا إلى أن هذا التصنيف يقيد بشدة وصول المساعدات الدولية والاستثمار الأجنبي والتحويلات إلى البلد، ما يعدا أمرا بالغ الأهمية لبقاء الحكومة الجديدة، التي يقودها المدنيون، ويأمل في انتقال ديمقراطي سلس في الخرطوم.

دعم العربية والإمارات ومصر

ويرى بوبي جوش، عضو هيئة تحرير بلومبرج، في تحليله أن السودان بالفعل كان راعيا للإرهاب عام 1993، وقد جعلت وزيرة الخارجية الجديدة أسماء عبد الله هذا الأمر من أهم أولوياتها، فضلا عن أن للسودان دعم من مصر، ومرحب به على تحسن العلاقات بين الجارتين اللتين تتنازعان منذ زمن طويل، كما أن دول الخليج العربية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين تستثمران في السودان، ترحب بإزالة أي قيود في هذا الشأن.

مساعدات أجنبية

ويضيف جوش أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك خبير اقتصادي سابق بالأمم المتحدة، وقد وعد بعلاج المشكلات الاقتصادية، وهو برنامج يعتقد أنه سيحتاج إلى 8 مليارات دولار كمساعدات أجنبية في العامين المقبلين، ومبلغ 2 مليار دولار لإيداعها، لتعزيز سعر الجنيه السوداني المتدني.

فإن جعل حمدوك يفي بوعده هو أفضل دفاع له ضد الثأر من قبل القيادة العسكرية السودانية، التي وافقت على الحكومة الانتقالية، كمان أن الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالديكتاتور العسكري عمر البشير في إبريل قد جاءت بسبب عدم الرضا عن الاقتصاد والرغبة إلى الحريات السياسية.

مراقبة العملية الديمقراطية

ويرى الكاتب أن إزالة اسم السودان لا يمكن أن يكون إجراء، لأن المانحين والمستثمرين يريدون إشارة واضحة من واشنطن، وفي الوقت نفسه، إدارة ترمب بحاجة إلى مراقبة عامة عن كثب، والتأكد من أن الحكومة السودانية لن يغيروا رأيهم بشأن العملية الديمقراطية.

وعلق أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبده مختار أن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأميركية، مرتبط بفترة اختبار قوامها ستة أشهر، وأن العملية تحتاج لتدخل من الكونجرس الأميركى، باعتباره مؤسسة تشريعية بجانب تقارير إيجابية من الإدارة الأميركية، لافتا إلى أن وجود حمدوك في هذا المحفل الدولي يساعده على الالتقاء بأكبر مجموعة من القيادات الدولية، والاستفادة من المناخ المتاح.

برنامج حافل باللقاءات

ورتبت الدبلوماسية السودانية في واشنطن برنامجا حافلا باللقاءات لرئيس الوزراء والوفد المرافق له مع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، في مقدمتهم الأمين العام للمنظمة الدولية ومسؤولون في الإدارة الأميركية والكونجرس بغرض تحقيق النفاذ الكلي بعلاقات السودان والارتباط بالأطراف الدولية، التي من شأنها المساهمة في نهضة البلاد وبناء مستقبله.

وذكرت مصادر في واشنطن أن جدول أعمال الدكتور عبدالله حمدوك على هامش مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك يتضمن لقاءات مع أكثر من 40 من قادة الدول ومسؤولين كبار في الإدارة الأميركية والأمم المتحدة والبنك الدولي، وذلك لعكس صورة السودان الجديد الذي يلتزم بقوة بالقرارات الدولية على منحى ديمقراطي وسلمي.

لقاءات في غاية الأهمية

وبحسب الترتيب الذي جرى ببعثة السودان الدائمة وسفارة السودان في واشنطن، فإن لقاءات حمدوك في غاية الأهمية مع كبار المسؤولين بالأمم المتحدة، فضلا عن لقاءات مع زعماء دول ورؤساء وفود، أبدت إعجابا واضحا بالثورة السودانية وسلميتها.

غير أن وزير المالية السوداني إبراهيم البدوي ذكر قبل يومين أن الإدارة الأميركية أبلغت حكومته صعوبة اتخاذ إجراءات إيجابية، فيما يتصل برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في الوقت الراهن؛ نظرا إلى التعقيدات التي تصاحب هذا الملف وتتطلب بعرضه على الكونجرس قبل أن تتخذ إدارة ترمب قرارا حاسما في شأنه.

إزالة السودان من القائمة

ملتقى السودان

على الصعيد نفسه، كشفت مصادر مقربة من الدوائر الدبلوماسية السودانية في واشنطن، أن الأمم المتحدة سترعى ملتقى عالميا مخصصا لدعم السودان في نيويورك، يحضره 80 من زعماء الدول ورؤساء أكثر من 20 منظمة دولية كبرى، ويخاطبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس ورئيس الحكومة السودانية الدكتور عبدالله حمدوك، ومفوض الاتحاد الإفريقي موسى فكي.

رفع اسم السودان

ويعد رفع اسم السودان من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب والعقوبات الاقتصادية، وإعفاء الديون، أبرز الملفات وأسخنها للوفد السوداني، نظرا إلى أن تحرير اسم السودان يعني السماح لهذا البلد للاستفادة من التمويل، الذي يتيحه صندوق النقد والبنك الدوليين واستقطاب الاسثتمارات العابرة للحدود.

- لا يمكن الحصول على دعم من صندوق النقد والبنك الدوليين

- برنامج الإصلاح يحتاج إلى 8 مليارات دولار كمساعدات أجنبية

- التصنيف الأميركي يقيد بشدة وصول المساعدات الدولية والاستثمار الأجنبي والتحويلات

- إزالة السودان أكثر دعم يمكن أن تقدمه إدارة ترمب للحكومة الجديدة

- عدم رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، يبقي على العقوبات الاقتصادية