أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، صدور توجيهات بتشكيل لجان من عدة جهات للتحقيق في أسباب حريق محطة قطار الحرمين، لافتاً إلى أنه سيتم الرفع بالنتائج لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. جاء ذلك لدى وقوف الأمير خالد الفيصل، ونائبه الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ميدانيا على آثار الحريق الذي وقع بمحطة قطار الحرمين بحي السليمانية في جدة. وقال أمير مكة المكرمة «ننتظر النتائج التي ستقدمها اللجان المشكلة عن أسباب حدوث الحريق، لرفعها للمقام السامي للاطلاع عليها واتخاذ ما يلزم حيال ذلك»، مبينا أن وزارتي الداخلية والنقل وإمارة منطقة مكة المكرمة تشارك في أعمال التحقيق.

وأوضح أن الأضرار وقعت في الطابق الثاني وسقف المبنى، ولا توجد نسبة محددة حتى الآن عن الأضرار، مؤكدًا سلامة الطابقين الأول والأرضي للمحطة. وحول إيقاف أشخاص على ذمة التحقيق، أكد الأمير خالد الفيصل أنه لا يمكن إيقاف أي أحد دون سبب، واصفًا الموضوع بالكبير، وأن هنالك أمورا لا بد من التحقق من كيفية حدوثها ولماذا. وقدم الأمير خالد الفيصل شكره لجميع الجهات التي شاركت في إخماد الحريق الذي وقع في محطة قطار الحرمين بالسليمانية، داعيا وسائل الإعلام لتحري الدقة وانتظار نتائج التحقيق في الحادثة.

ضرر متوسط

أكد الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» بشار المالك، أن المحطة لم يتأثر فيها بالضرر سوى السقف بينما بقية المحطة ضررها متوسط. وأضاف أنه شكلت لجنة لتقييم الضرر وستوافي الشركة بالنتائج متى ما انتهت من عملها. وبين المالك أن أنظمة السلامة عملت بشكل فعال وتم الإخلاء بفترة قياسية والأضرار معقولة وكل ما تم مشاهدته في الصور من داخل المحطة هو نتيجة سقوط أجزاء من السقف على الأرضية.

4 فرق

كانت فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السعودي، ومعها 4 فرق تطوعية أخرى استقرت في محيط محطة قطار الحرمين بجدة، تحسبا لأي طارئ، وبحسب ما ذكرت مصادر متخصصة أن الحريق الذي التهم المحطة أول من أمس، يتطلب معرفته من خلال تحقيق وفحص لأجزاء سقف المحطة قد يصل إلى أكثر من شهر. ذلك في الوقت الذي تسربت فيه أنباء أن السبب يكمن في تفاعل مواد كيميائية استخدمت في اللحام الذي كان يتم في سقف المحطة أول من أمس، ما تسبب في اشتعال النيران بقوة، وذلك خلال اجتماع كان قائما لتسليم المشروع بصورة نهائية، بينما لم يتم تسليم المشروع لانقطاع اجتماع تسليم المشروع بسبب الحريق إلى أن وصلت فرق الدفاع المدني لإطفاء الحريق بعد مرور ربع ساعة وفقا لشاهد عيان تحدث لـ«الوطن».

بعد 12 ساعة

أعلن الحساب الرسمي للدفاع المدني السعودي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مساء أول من أمس، أنه تمت السيطرة الكاملة على حريق قطار الحرمين بعد 12 ساعة، مشيرا إلى أنها بدأت عملية التبريد لضمان عدم اندلاع النيران من جديد.

وشارك الهلال الأحمر السعودي بجدة في حريق محطة قطار الحرمين بـ5 فرق إسعافية قدمت الخدمة الإسعافية لـ11 مصابا من جراء الحريق.

وصرح المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية في جدة عبدالله الغامدي لـ«الوطن»، أن عدد الفرق الموجودة في الميدان 16 فرقة، 8 منها تابعة لوزارة الصحة، و8 تابعة للجهات الحكومية الأخرى الدفاع المدني والهلال الأحمر، كما أوضح أن عدد الحالات التي وصلت لصحة جدة 11 حالة، 3 منها تم خروجها أما الثمان المتبقية حتى الآن لم يصل تحديثا بحالاتهم مع العلم أن الحالات كلها غير خطيرة.

شاهد عيان

قال شاهد عيان لـ«الوطن»، إنه مر بجانب المحطة عند الساعة الـ12:5 ظهرا بطريق الحرمين (الخط السريع)، «شاهدت دخانا بسيطا في بادئ الأمر من الجهة الغربية الشمالية في الزاوية، ثم رجعت إلى منزلي، وعند الـ12:20 ظهرا سمعت صافرات سيارات الدفاع المدني، حيث قامت بالتحرك من حي قويزة»، مضيفا أن الأسباب «كما سمعت أنها بسبب لحام أو أسلاك تمديدات أجهزة التكييف».

تفاعل كيميائي

أوضح علي الصافي «مدير إحدى شركات أنظمة الأمن والسلامة»: «بالنسبة لسبب الحريق فقد يعود للمادة الموجودة في السقف والتي أرى أنها سريعة الاشتعال وليست فقط قابلة للاشتعال، والسبب الثاني أعتقد أن خراطيم الإطفاء «المرشات» لم تعمل، ومن المؤكد أن المحطة لديها «مرشات» وأجهزة إنذار، لكن ربما لم تعمل، ولا أعتقد أن الحريق سببه تماس كهربائي، وإنما كان بسبب تفاعل كيميائي في اعتقادي الخاص، وقد تكون الكهرباء بعد ذلك سببا في زيادة الاشتعال».

غياب وسائل السلامة

بين الصافي أنه «كان من المفترض وجود فرقة دفاع مدني وآليات إطفاء خاصة بمحطة القطار مثل تلك الموجودة في المطار. وربما أنها لم تكن موجودة لدى المحطة فرقة خاصة لأن الحريق كان بسيطا في البداية ثم انتشر، فلو تواجدت مسبقا كان سيتم تلافي الأمر من البداية، والخسائر كانت ستكون أقل، وكان يجب أن تتوافر «مدافع رش» تغطي المسافات البعيد والواسعة، مثل أن تصل إلى فوق السقف وأبعد منه علوا سواء مائية أو رغوية».

متطلبات الأمان

أوضح مدير عام الدفاع المدني سابقا وخبير الحرائق اللواء عبدالله الجداوي لـ«الوطن» أنه «لا أعلم إن كان قد توافرت أجهزة الإطفاء الذاتي فهي أهم شروط ومتطلبات السلامة من خلال نظام الرش الآلي، والذي يفترض توافره في كل المحطات ما عدا أماكن معينة تحتوي على مواد بترولية. ويفترض وجود شبكة حريق متكاملة وأجراس إنذار ومخارج طوارئ واضحة ومعلومة. أيضا السقف يتكون من أجزاء تفتح تلقائيا عند وجود دخان أو حريق مرتبطة بنظام الإنذار وكواشف الدخان المتصاعد لتصريف الدخان من الداخل إلى الخارج». وأضاف «في ردسي مول بجدة يوجد في السقف فتحات تفتح تلقائيا في حال وجود دخان متصاعد لتصريفه إلى خارج السوق». وقال «إذا كان النظام فعالا في المحطة لم يكن يفترض أن يبلغ الحريق هذا الحد من الانتشار ويتسبب في هذه الخسائر، فالمحطة مكلفة وتستقطب مئات الركاب يوميا واللوائح التابعة للدفاع المدني تنص على ضرورة وجود فرق إطفاء مؤهلة ومدربة في المحطة. وربما أنها لم يكن هناك فرق إطفاء قائمة بصفة دائمة مثل مطار الملك عبدالعزيز بجدة». وقال الجداوي، إن الناس تتساءل عن السبب ومن وجهة نظري أن السبب يصعب تحديده فورا بل يتطلب تحقيقا وفحوصات لشهر على الأقل، ولا يفترض الإدلاء بأي معلومات عن سبب الحريق حتى تظهر نتائج التحقيق، فهناك جملة إجراءات مرتبطة ببعضها تتطلب تجهيزا ووقتا حتى يتم معرفة السبب والنتيجة بشكل كامل». وأكد جداوي، أن تقدير حجم الخسائر يحتاج أيضا لوقت، حيث يجب التأكد من كل ما تعرض للضرر أولا. وفي هذا الشأن تواصلت «الوطن» مع مدير مشروع قطار الحرمين المكلف علي القرني الذي لم يفصح عن حجم الخسائر وقال، إنه واضح في الصور.

عدم مقاومة النار

تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أنه قبل الحريق تم تنفيذ السقف بمادة «الليكسان» بديل الزجاج وهي أغلى سعرا من الزجاج، ومن مميزاته أنه مرن ومقاومة لأملاح البحر ويناسب مدينة جدة ومقاوم للكسر ويمنع الأشعة فوق البنفسجية، لكن العيب يكمن في عدم مقاومته للنار وقد يكون تم استبعاد احتراق سقف المحطة.

وزارتا الداخلية والنقل وإمارة مكة المكرمة تشارك في أعمال التحقيق

الأضرار وقعت في الطابق الثاني وسقف المبنى

تشكيل لجنة لتقييم الضرر

تمت السيطرة الكاملة على الحريق بعد 12 ساعة