أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، أن الناس بمجموعهم في سعةٍ من أمرهم واسترخاء، يستجلبونهما من الألفة والتواد والتراحم، ما لم تسلط عليهم ألسنة حداد فاحشة، وأيدٍ موجعة عابثة.

وبين في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام، أن الابتزاز عمل عدواني تقوده أنانية مفرطة للحصول على رغبات شخصية غير مشروعة من شخص مسلوب الإرادة أمام تهديدات بكشف أمور تدعوه إلى الانصياع كرهاً لما يطلبه المبتز منه، فيضطر مكرها إلى الاستسلام زمّاً لنفسه من كشف المستور أمام الملأ.

خلق ذميم

أشار الشيخ الشريم إلى أن «الابتزاز خلق ذميم وفعل لئيم ينبئ عن نفس دنيئة، وهو غلبة وانتصار مزوران بلا ريب، وأن الابتزاز سجية لا دين لها ولا مذهب ولا يرقب ذووها في ضعيف إلاً ولا ذمة، موضحاً أن الابتزاز ميدان واسع تلجه نفوس شتى اشترك أصحابها في الدناءة والغلظة والعدوانية وحب الذات والصعود على أكتاف الآخرين، وهو لا يختص بذوي العداوة والخصومة وحسب، بل قد يلتاث به زوج مع زوجه، وأخ مع أخيه، وصديق مع صديقه؛ لأن النفس إذا خبثت لم يكن لها زمام ولا خطام ويستوي أمامها الخصم والصديق».

الأخلاق والأعراض

قال الشيخ الشريم إن «أكثر ما يكون الابتزاز في عصرنا الحاضر في الأخلاق والأعراض، فهما الباب الخطير الذي يُمكن أن يلج منه المبتز فيستسلم له الضحية، سيما في زمن فورة وسائل التواصل الحديثة التي يكثر فيها التصيد والتحرش والمخادعة، ويصول من خلالها ويجول ذئاب مسعورة وسراق متسلقون على أسوار الآخرين، ولا ريب أن العرض يعد إحدى الضرورات الخمس التي أجمعت الملل قاطبةً على حمايتها، لذا ينبغي أن يعلم أن المبتز خارق تلك الضرورة، فهو لص سارق وصائل فاجر».

مدافعة الابتزاز

أوضح الشيخ الشريم أن «مدافعة الابتزاز ليست حكراً على أحد دون أحد، بل هي مهمة المجتمع بأكمله كل حسب مسؤوليته، الأسرة والمدرسة والنخب المثقفة والمعنيون الأمنيون، ودواء الابتزاز أمني وأخلاقي وتربوي، وكل منها مكمل للآخر».

الابتزاز في خطبة المسجد الحرام

- عمل عدواني تقوده أنانية مفرطة

- خلق ذميم وفعل لئيم ينبئ عن نفس دنيئة

- سجية لا دين لها ولا مذهب

- لا يختص بذوي العداوة والخصومة وحسب

- أكثر ما يقع في الأخلاق والأعراض

- مدافعته تقع على عتق المجتمع بأكمله