يقولون مصائب قوم عند قوم فوائد، فكلما زادت حفر شوارع المدينة، زادت أعطال المركبات، وكثر رواد الورش الصناعية ومحلات بيع قطع الغيار، فضلا عما هو أشد من ذلك، وهو الحوادث التي تشكل الخطر الأكبر نتيجة هذه الحفريات المميتة التي تحصد كثيرا من الضحايا. سأتحدث بكل وضوح وشفافية، وعن قناعة تامة.

تدفع الدولة مبالغ ضخمة لهذه المشاريع «طرق وسفلتة» انطلاقا من واجباتها، وتعيد تهيئة تلك الطرقات مرات عدة، لكن السؤال: هل البلديات وأمانات المناطق تدرك أهمية أن تكون المواصفات والمقاييس عالية جدا لعملية السفلتة داخل الأحياء أو الطرقات العامة، وهل تراقب منفذي المشاريع الحقيقيين الذين أبرمت معهم العقود لإنجازها؟.

يجب أن تكون المراقبة والإشراف صارمين جدا في عمليات الحفر والإمدادات التي تأتي بعد ذلك، لما تسببه من أضرار شنيعة على الطريق، ولربما يصبح الطريق بعد ذلك غير صالح ويحتاج إلى إعادة تهيئة من جديد، فهل المعايير والمواصفات واحدة للطرق العامة وشوارع الأحياء؟، وهل هناك عقود لصيانة الطرق المتشققة والحفريات التي تنتشر على طوال السنة؟، وإذا كانت هناك عقود سنوية للصيانة، لماذا إذًا نشاهد الحفريات تملأ شوارعنا دون أي تدخل في وضع حلول لها؟!

ما نشاهده واقع مؤلم اعتدنا عليه، يبعث على الإحباط والخوف مما قد يحدث مستقبلا، ولو كان هناك اهتمام ورقابة من المسؤول لما شاهدنا الحفريات تتكاثر بكثرة، وتجد بيئة خصبة له لتصطاد المئات من الأبرياء، والذين قد يدفعون حياتهم ثمنا لإهمال قاتل.