لم يكن لزيارة أكثر من 80 ألف تقريبا لمهرجان القريات الصيفي لهذا العام 1432 تحت شعار "لا صيف بالقريات" السمة الأبرز والعنوان الأكبر رغم فرح المنظمين واللجان العاملة بهذا التدفق البشري اليومي عند غياب الشمس وحتى فجر اليوم التالي بقرية كاف التاريخية والأثرية التي تبعد عن محافظة القريات نحو 23 كم، بل كانت هناك زوايا أخرى شاهدها الأهالي وأعلنوا مباركتها وتمنوا ديمومتها ألا وهي تفتيت العنصرية القبلية وإذابتها من خلال اللجان المتشعبة التي شملت الشرائح كافة من أبناء القريات مما جعل مهرجان القريات هذا العام يعد الأبرز على مستوى الشمال نتيجة لتكاتف الجهود والعمل الجاد والنية المخلصة.

إضافة إلى أنه وباختيار اللجنة التنفيذية لمقر المهرجان بمقره قرية كاف ومع هذا الزحف البشري الكبير الذي شهده مقر المهرجان أنهت معه أسر القريات التي عاشت مع أطفالها وعائلاتها 15 يوما أسطورة "جان" كاف متحدية كل الرسائل النصية التي بعث بها عدد من المحتسبين في التحذير من موقع المهرجان وما يحفه من عائلات الجن المنتشرة على حد قولهم حيث فاق حضور الليلة الأخيرة 25 ألفا من الزوار الذين انتشروا في مساحة تجاوزت 70 ألف م2 وتسمر من لم يستطع منهم الاقتراب من موقع مسرح الفعاليات أمام الشاشات التلفزيونية العملاقة.

آفاق بعيدة

وعن ذلك يقول سليمان البنيان أحد رؤساء اللجان العاملة إن أكبر رد على كل ما ذكر هو ذلك الزخم الجماهيري الذي شهدته الفعاليات، وأضاف "أكاد أجزم أن معظم أسر القريات حضرت إلى كاف هذا الموقع الذي يعد أحد أهم عوامل نجاح المهرجان، موجها بطاقة الشكر إلى شباب القريات الذين كانوا لحمة واحدة حتى وصل صيت المهرجان إلى آفاق بعيدة جدا".

فيما يرى المواطن صالح الخيران أن مهرجان القريات الصيفي هذا العام سجل حضورا غير مسبوق في عدد زواره وفعالياته ومساحته الكبيرة وإرث المنطقة التاريخي، معتبرا أن شعار المهرجان كان هو الحقيقة الأبرز في حلقة المهرجان.

كسر الحواجز

ومن جهته قال رئيس تحرير إخبارية بوابة الوطن الإلكترونية رواف الكويكبي "إن المهرجان كان انفراديا في لياليه وجماهيريا في فعالياته واستثنائيا في ألوانه الجذابة التي حلق معها الحضور في سماء كاف"، معتبرا أن التلاحم ونبذ التعصب وتجاوز ضيق الأفق الذي كان يحصرك داخل مكان أو فئة ترمز للفردية والاختلاف حيث كان الجميع قلبا واحدا للقريات وإن اختلفت التوجهات والأفكار واتسعت المساحة، مضيفا "استطعنا إذابة الجليد وكسر الحواجز تحقيقا للهدف الذي بلغناه".

ومن جهته، أكد المواطن ماجد الخيران أن أهالي القريات كسروا حاجز ما يسمى بأسطورة "جان" كاف وقال "إن من شاهد تلك الآلاف من العائلات يدرك أن محاولات التأثير وتثبيط العزيمة لم تعد تجد نفعا مع الإصرار والعزيمة"، حيث احتفلت الأسر مع أطفالها طيلة أيام المهرجان بفعالياته المثيرة والمتنوعة التي شملت الفئات العمرية كافة الأطفال والشباب والنساء وكبار السن، وأضاف "شاهدنا المعارض والأمسيات الشعرية وعروض التايجر السعودي للحيوانات المفترسة وساوندز لاند وبسمة وطن وغيرها"، مضيفا أن ما تميز به مهرجان القريات لهذا العام وجعله يحقق أرقاما كبيرة للزوار واعتقاده بتحقيقه أفضل مهرجان على مستوى الشمال هو "تكاتف أهالي المدينة بشرائحهم كافة وعدم الالتفات إلى من حاولوا إعاقة إقامته من خلال المنتديات الإلكترونية أو الرسائل النصية التي خوفت الأهالي بقصة الجن وغيرها".

نسبة حضور عالية

إلى ذلك قال مدير أمن الموقع سليم الشراري إن مهرجان هذا العام حقق نسبة حضور لم تشاهد من قبل، وأضاف "كانت نسبة الحضور عالية، حتى إنه في بعض أيام المهرجان لم تستوعب المواقف سيارات الزوار، خاصة أن نسمات كاف والقريات كانت باردة وعليلة استهوت حتى المسافرين وعابري الطريق الدولي".

فيما بين المواطن سالم الزيد أن كل العوائق الكبيرة التي صادفت المهرجان ومنها ضيق الوقت وقلة الإمكانات المادية والبشرية المتاحة لم تزد القائمين عليه إلا إصرارا وعزيمة لإخراجه بصورة جميلة أدت إلى نجاحه، وقال "الاختيار الأمثل للجان العاملة والموقع المناسب والأجواء المحيطة والمناخ المناسب إضافة إلى الحضور الكبير طيلة أيام المهرجان تؤكد النجاح الباهر للمهرجان".

كما قال عضو في المهرجان، وازن البلوي إن انعدام صفة الرئيس والمرؤوس بين اللجان العاملة رغم اختلاف الشرائح وتعددها كانت من أهم عوامل النجاح، وأضاف "عمل الجميع يدا واحدة وبروح الفريق الواحد فكان التميز نتاجا طبيعيا لكل ذلك".

ومن جهته، ثمن المشرف العام على المهرجان محمد العليان وقوف محافظ القريات عبدالله الجاسر على التفاصيل الدقيقة كافة للفعاليات وتسخير الإمكانات كافة واعدا بأن يكون احتفال العام المقبل بالمكان والزمان نفسيهما وبصورة سيذكرها أهالي القريات طويلا.

وكانت مواقع إلكترونية عديدة أشادت بتميز مهرجان هذا العام رغم الأصوات المنادية بعدم إقامته في مقره الحالي معللين ذلك ببعد المسافة وقربه من الطريق الدولي وقصة الجان المتكررة.