قبل أيام قليلة ظهر أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في صورة أثارت ردود أفعال بعض المتابعين، وتم عمل هاشتاق بتويتر عنها وصل إلى الترند تقريبا، وإن كان هذا الترند يحوي آلاف الرسائل، فالغالبية العظمى منها عبارة عن (تحديد الكل) بسب جماعي لكيان ومواطني دولة عربية شقيقة.

والغريب أن البعض من الذين يحددون الكل بالسب والشتم هم من أصحاب الحسابات المعرفة (دليل على أن صاحبها ذو شأن)، وبمجرد أن تدخل على حسابه بتويتر تجده يغرد قبل ساعات من تغريداته هذه عن التعايش وحب الآخر وجمال الصبح مع بقبقة الطيور ونقنقة الشكشوكة وقلابة العدس بالبيض، وهذا دليل على أنه لم يثمّن كلماته قبل خروجها، وإلا لكانت مشابهة لما قبلها.

وقبل هذا الهاشتاق بفترة كنا نتلقى رسائل واتس تحذرنا من فاكهة محددة تأتي من دولة مجاورة، يقال إنها تحقن بالملوثات تعمدا وقصدا لتقتلنا، وإن جميع العاملين في مطاعمنا من دولة أخرى وبلا استثناء، يضعون لنا الزجاج المطحون في الأكل انتقاما منا، وإن علينا الأكل في بيوتنا، كي يتبقى من الزجاج ما نضعه في بيوتنا بدلا من بطوننا.

بغض النظر عن أن تكون هذه الاتهامات صحيحة أو خاطئة، عليك تذكر أو توقع شعورك، إن دخل عليك معلمك في الابتدائي وضربك مع طلاب الصف بأكمله بسبب طالب واحد مشاغب، هل ستشعر أن هذا المعلم يمثل التعليم الذي يقرئنا الآية الكريمة «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخرَىٰ»، أم ستقول إن هذا التعليم (فشنق) الذي لم يظهر تأثيره على من يعلمه لنا.

خلاصة القول، إننا لا نقبل أن تتهم مملكتنا الحبيبة بأي اتهام حتى ولو كان قد بدر فعليا من أحد مواطنيها، وسيكون قولنا بالمختصر، «هذا لا يمثلنا ولا يمثل إلا نفسه و.. و..»، جميع ما يبرئنا من فعله جملة وتفصيلا استنكار منا، لأن هذا الاتهام (يحدد الكل)، فكيف نرضى على غيرنا بما لم نرضه علينا.

إننا كشعب سعودي على أبواب نقلة ثقافية وحضارية وتعايشية مع جميع سكان العالم الذين لم يمسوا وطننا الغالي بسوء، ولتكون أبواب قلوبنا مفتوحة كما فتحت حكومتنا الرشيدة أبوابها بصدر رحب للعالم بأكمله، كما في الشعار الذي جعلته علامة استقبال للزائرين (أهلا بالعالم).

نظرة للسماء: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتَم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيَتْ حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخِذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار).