وعكست أيضاً منشورات وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو عبر حسابات التواصل الاجتماعي الهدف الحقيقي والحلم الذي يسعى الأتراك لتحقيقه من العدوان على سورية، حيث ظهر بصورة مرتديا الزي العسكري، وأردفها بمقطع حماسي من قصيدة للشاعر التركي المعروف نامق كمال يقول: «هيبة أجدادنا معروفة من قبل العالم كله، لا تعتقد أن الفطرة تتغير، فهذه الدماء هي ذات تلك الدماء».
عملية احتلال
وصف أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف العملية العسكرية التركية بأنها احتلال جديد وقضم للأراضي السورية، مضيفاً أن الاحتلال التركي للعراق وسورية، حلم طالما سعى الأتراك لتحقيقه حتى قام إردوغان متذرعاً بحماية الحدود التركية، متجاوزاً القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية بعملية «نبع السلام»، وقبلها عمليتا درع الفرات وغصن الزيتون.
تحقيق 5 أهداف
وبحسب مراقبين تسعى تركيا من العملية العسكرية في الشمال السوري إلى تحقيق 5 أهداف ومطامع عامة ورئيسية وهدف شخصي لإردوغان وحزبه، وتتمثل الأهداف العامة بـ» بأن العملية بداية لمحاولات استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، واقتطاع وضم أجزاء من الأراضي السورية، وكذلك السيطرة على حقول النفط ومواقع التعدين في سورية، والقضاء على الفصائل الكردية السورية، وضرب الصناعات السورية لاستبدالها بسلع تركية»، فيما تتركز الأهداف الشخصية إلى رفع شعبية حزب العدالة والتنمية وزعيمه إردوغان واللذان يعانيان حاليا من تراجع كبير في الشعبية في الأوساط التركية.
التربص التركي
وأضاف العساف: «التربص التركي بسورية قديم، ولكنه بند ثابت في السياسة التركية، تم خلال السنوات الماضية تخفيض طموحاتها لعدم ملاءمة الظروف الدولية، ولكنها سرعان ما اقتنصت الفرصة وستتعامل مع احتلال إردوغان لسورية بسياسة الأمر الواقع، هل يقبل العالم؟.
وزاد بأن إردوغان مجرم حرب دفع التنظيمات الإرهابية نحو الحدود السورية لتحقيق جملة من الأهداف، أبرزها القضاء على ما حققه الأكراد طيلة السنوات الثمان الماضية من إنجازات، وإيجاد غطاء قانوني ظاهره محاربة هذه التنظيمات، وباطنه احتلال جزء من سورية، مشدداً على أن نبع الإرهاب هي التسمية الحقيقية لعملية نبع السلام التي بدأت بعدوان تركي على أرض عربية عضو في الأمم المتحدة في مخالفة صريحة للقانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات بين تركيا وسورية.
استغلال الوضع
من جهته، أكد المحلل السياسي مبارك آل عاتي أن تركيا تريد أن تستغل الوضع الذي تمر به سورية لكي تبسط سيطرتها وتحتل أكبر قدر ممكن منها، معتبرا أن مزاعم إردوغان ضرب الإرهاب في شمال سورية تتناقض مع الواقع، فعندما كان التحالف الدولي يضرب معاقل داعش في سورية كانت تركيا توفر الملاذات الآمنة لها وتصنع الممرات لعناصر التنظيم من وإلى سورية. وعد آل عاتي أن هدف العملية التركية في الشمال السوري هو ضرب الأكراد وإنهاء أي مشروع تجمعي لهم تخوفا من نوازع الانفصال الكردي، حيث إن أكبر تجمع للأكراد هم في تركيا بنسبة 56 % من الأكراد في العالم و20 % من سكان تركيا.
السياسات التوسعية
واتضحت السياسات التوسعية التي يتخذها نظام إردوغان حيال الدول العربية، من خلال دعم المجموعات المتطرفة بدءاً بالقاعدة وحركة الإخوان المسلمين الإرهابيتين في الشمال الغربي من سورية، إلى جانب احتلال أجزاء من سورية وبناء قواعد عسكرية في العراق تهدد وحدتها واستقرارها، والتدخل في شؤون الخليج العربي من بوابة قطر؛ بغية زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب التدخل في ليبيا والمتاجرة بالقضية الفلسطينية رغم علاقات نظام إردوغان مع إسرائيل.
الموارد المائية
وتتخذ تركيا منذ سنوات نهجاً غير ودي تجاه الموارد المائية في سورية «نهري دجلة والفرات»، والتي تقع منابعها تحت السيطرة التركية، وتعتبرها فرصة لإخضاع الدول العربية ووضعها في موقف التبعية، ليعلن الجنرالات الأتراك بشكل واضح عن أن بناء السدود يوفر إمكانية السيطرة على المياه الجارية إلى البلدان العربية، بالتالي السيطرة على السياسات العربية.
وفي العام 1991 كاد الخلاف على المياه أن يتحول إلى حرب بين سورية وتركيا، عندما قامت الأخيرة لشهر كامل بالاستيلاء على مياه الفرات لملء خزانات سد كمال أتاتورك التي تعتبر الأكبر في العالم. وقد أدت الخطوة التركية إلى انخفاض كبير في تدفق المياه إلى سورية التي تحصل على 90 % من احتياجاتها من المياه من نهر الفرات.
دلالات تؤكد المطامع التركية في سورية:
- مطالبات تركيا ببسط سيطرتها على 15 قرية بمحافظة إدلب
- تصريح إردوغان بأن منطقتي حلب والموصل تابعتان لتركيا
- الرغبة في السيطرة على ثروات الدول العربية
- التحركات التركية للسيطرة على اقتصادات المنطقة
- محاولات تركيا للسيطرة على منابع المياه في دجلة والفرات