واجهت لجنة تسمية شوارع بريدة بأمانة منطقة القصيم عاصفةً من الانتقادات، بسبب تغيير مسميات بعض الشوارع التي كانت تسمى بأسماء شخصيات تاريخية.

وعلى الرغم من تباين الخلاف بين الرضا لتخليد ذكرى من خدموا وطنهم ومدينتهم ورد الوفاء لهم، وبين السخط لتجاهل أسماء كبيرة، يعتقد البعض أنه من الواجب تكريمهم وتسمية شوارع بأسمائهم، إلّا أن الجميع يكاد يجمع على ضرورةِ الإبقاء على أسماء الأماكن التاريخية العريقة، وتوزيع الأسماء الجديدة على الشوارع المستحدثة.

سيرة ذاتية

شنّ مغردون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» هجوماً على لجنة التسميات فور انتشار أسماء الشوارع الجديدة، وتنصيب لوحاتها بأسماء وجهاء وأدباء ومسؤولين ممن خدموا وطنهم ومدينتهم، وأرجع البعض هذا الهجوم من بعض التسميات إلى الجهل بالسيرة الذاتية للشخصية.

أهداف تنموية

قال المواطن محمد صالح الدباسي إن تسمية الشوارع بأسماء الأعلام يتوافق مع التطورات الحديثة في البنية التحتية، وفي رؤية الدولة الهادفة إلى تنمية مستدامة، إلا أن الآلية التي اتخذت في ذلك ربما لم تكن على مستوى الطموحات، مضيفا أنه لُوحظ قِصَر نظر القائمين على اختيار الأسماء الحديثة وأماكنها ما أثار الرأي العام، فهناك ضرورة لترتيب الأولويات والأهداف مع العمل على عدم الإخلال بالنسيج الاجتماعي ولا بهيكلة المدينة ومسمياتها التاريخية.

إرث تاريخي

أضاف الدباسي أن إبراز الأعلام والمؤثرين التاريخيين والمعاصرين على مستوى المدينة من خلال إطلاق أسمائهم على بعض الشوارع عمل وتوجه إيجابي لكن يجب ألا يكون ذلك بطمس الإرث التاريخي، لافتا إلى أنه بالإمكان توزيع الأسماء بعد تحديدها بعناية وترتيب أهميتها في الشوارع الداخلية والممرات في مختلف الأحياء، ففي ذلك تحقيق الهدف، مع عدم المساس بمسميات تعارف عليها الجميع، وارتبطت بالقاطنين والسكان والمستثمرين من خلال عناوينهم.

أسماء معاصرة

استغرب محمد الحربي تغيير مسميات شوارع تحمل أسماء علماء وشخصيات تاريخية، بأسماء معاصرة تُعرف على مستوى المدينة، كتغيير عمر بن عبدالعزيز ومحمد بن سيرين وغيرهما إلى أسماء أشخاص معاصرين معروفين على مستوى مدينتهم، متسائلا عن إغفال أسماء الشهداء بالطرق والشوارع الرئيسة.

مشروع كبير

قال المواطن ماجد الصمعاني إن «رؤية السعودية تهدف إلى حوكمة الأعمال، لذا نحن نتساءل لماذا تغيب الدراسات في تلك اللجان؟، ومشروع تسمية الأحياء والميادين مشروع كبير يحتاج إلى جهد يوازي ضخامة المشروع لنحقق النسبة العالية من رضا المواطنين.

غياب الرد

رفعت «الوطن» بدورها تساؤلات المواطنين قبل نحو شهر للجنة التسميات حول المعايير التي من خلالها تمت تسمية الشوارع بأسماء الأفراد، ولم تتلق رداً حتى نشر هذا التقرير.