أعلن رئيس المؤسسة العامة للري الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك، إيقاف استنزاف المياه الجوفية بالكامل في واحة الأحساء خلال الشهرين المقبلين للمساهمة في الحفاظ على التكوينات الجوفية للمياه، وكذلك إيقاف مياه الصرف الزراعي بالكامل خلال الأشهر القليلة المقبلة. وكشف آل الشيخ مبارك، عن حزمة مشاريع ري جديدة في الواحة لمضاعفة «رباعية» لمياه الري في الواحة، ليصل إجمالي المياه التي ستضخ نحو 800 ألف متر مكعب يوميا خلال الـ3 أعوام المقبلة بشكل تدريجي من المياه «المجددة» المعالجة ثلاثيا، موضحا أن كمية المياه التي تضخها المؤسسة في الواحة حاليا 200 ألف متر مكعب يوميا، والتحول الكلي إلى المياه المعالجة كمصدر رئيس لري الواحة، مضيفا أن هناك زيادة حاليا في ضخ كمية مياه الري، بواقع 90 ألف متر مكعب يوميا، وهناك تحسن ملحوظ في كميات المياه، وخلال 8 أشهر سترتفع إلى 400 ألف متر مكعب يوميا، وأن تلك الكميات المتزايدة من مياه الري، تشجع المزارعين في استخدام مياه الري، وإيقاف المصادر المائية الأخرى.

محطة ضخ جديدة

كشف رئيس المؤسسة العامة للري عن إنشاء محطة ضخ جديدة عند الكيلو 7 في حي الملك فهد في الهفوف بطاقة تشغيلية 180 ألف متر مكعب يوميا خلال العامين المقبلين، وأن هذه المحطة علاوة لخدمتها في توفير مياه معالجة للري، فهي ستحدث نقلة كبيرة في خدمات الصرف الصحي في المناطق التي فيها شبكات للصرف وغير مخدومة (لا تعمل حاليا) بسبب أن المحطة الحالية لا تستوعب الناتج الحالي من الصرف الصحي في هذه الأحياء غير المخدومة بالصرف الصحي، بالإضافة إلى زيادة الطاقة التشغيلية للمحطة الحالية بكميات إضافية تصل إلى 80 ألف متر مكعب.

الرقعة الزراعية

أشار مبارك إلى أن التحدي الأكبر في الواحة هو المياه، وأن توفر مياه الري سيلغي كافة العقبات، والضغط على ملاك المزارع والحيازات الزراعية بالحفاظ على الرقعة الزراعية، والامتناع عن تحويلها إلى مشاريع أخرى، موضحا أن نسبة الملوحة في مياه الصرف الزراعي مرتفعة جدا تصل إلى 5 آلاف، وبالتالي انخفاض جودة مياه للري، موضحا أن استنزاف المياه الجوفية حاليا لري الواحة لا يتجاوز 12% من الكمية الإجمالية التي تستهلك في الواحة، وبدأ ينخفض الاعتماد على المياه الجوفية. وقال مبارك «إن الأحساء شهدت المياه فيها استنزافا كبيرا خلال الـ50 عاما، بما فيها الطبقات الأرضية الغنية بالمياه، حتى بات الوصول إلى المياه فيها الحفر إلى أعماق تتجاوز الـ250 مترا، بعدما كانت المياه على أعماق لا تتجاوز الـ80 مترا».