اطلعت على لقاء متلفز مع وزير خارجية العدو الفارسي الصفوي، وهو يعترف بأنه حين أرسل رسالة إلى وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل -طيب الله ثراه- قائلا له (نحن مستعدون للعمل معكم حتى نتمكن من استيعاب بعضنا في المنطقة)، وطبعا لا يقصد منطقته الفارسية أو حدائقه الخلفية وإنما الوطن العربي. ومجرد اعترافه بهذه الرسالة يعد إقرارا صريحا لا مجرد ضمني بتدخله، بل وتبجحه في الشأن العربي. ولكن جاءه الرد الصاعق من الأسد السعودي قائلا له وباعترافه (قال لي «العالم العربي ليس شأنكم»).

وهذا دليل آخر ضمن آلاف المواقف التي قدمتها السعودية لحماية الوطن العربي، في حين أن غيرها يساوم حتى على سيادة وطنه فضلا عن قوميته ودينه. وهذا الفرق بين المواقف التاريخية لبلاد «الحرمين الشريفين» بقيادة خادم «الحرمين الشريفين» وبين غيرها من المتاجرين بعروبتهم وإسلامهم لمصالحهم الفردية والحزبية، ثم يأتون يزايدون على «السعودية العظمى» التي سطرت تاريخها بمداد من العزة والكرامة والشجاعة، والمحافظة على الحرمين الشريفين والجزيرة العربية والوطن الإسلامي بأسره، في مقابل صهيونية تحتل فلسطين، وصليبية تتلاعب بالبلاد العربية، وصفوية تتاجر بالحسين، وعثمانية تصعد على أكتاف حريمها وبأدوات جواريها لاختراق الوطن العربي، والعمل كميليشيات عسكرية تستبيح بلدانها وتقتل شعوبها لحساب العدو الخارجي. ولكن الشعوب العربية اليوم وعت فثارت في العراق ولبنان، والبقية تأتي لحرية الأوطان العربية من المحتلين والعملاء.