يعد الشباب مع الأهلي أفضل فريقين محليين هذا الموسم، وهذا لا يحتاج دليلا، فنظرة واحدة لقائمة فرق دوري زين منذ الجولات الأولى تكفي لإعطاء الفريقين درجة امتياز وشهادة تقدير مع مرتبة الشرف.

واللافت هنا أنهما ظلا يسيران خلف بعضهما منذ الجولات الأولى للدوري، فمرة يتصدر الأهلي، وأخرى يتصدر الشباب الذي تمسك بالصدارة وحافظ عليها، واستمر الأهلي يطارده بحثا عن استعادة الصدارة من جديد.

لم تتبق إلا جولتان فقط، لنعرف في نهاية هذا الماراثون إلى من ستتجه بطولة الدوري في أقوى موسم يشهده الدوري السعودي منذ سنوات، وهي إن ذهبت إلى الشباب فهو يستحقها، وإن ذهبت إلى الأهلي فستكون إنصافا لفريق قدم كل شيء من أجل الحصول على بطولة دوري.

لكن الفرق بين الناديين في التعاطي مع الإعلام يبدو كبيرا جدا، ففي الأهلي هناك صوت هادئ، وفي الشباب صوت عال، وفي الأهلي احترام للمنافس، وفي الشباب يؤمنون كثيرا بقول "كل شيء" حتى وإن غضب الآخرون.

لم يعد رئيس الشباب خالد البلطان الوحيد الذي يطلق التصريحات الرنانة، وهي التي وضعت الشباب في خانة النادي "غير المحبوب" عند شريحة واسعة من الجمهور الرياضي.

ولعلّ المشهد الحالي في نادي الشباب لا يحتاج إلى توضيح، فمدير المركز الإعلامي يسير على خطى "الرئيس"، بل إنني عندما أستمع إليه، أو أشاهده في أحد البرامج الرياضية ـ وما أكثرها ـ، يخيّل لي أن المتحدث غير مهتم بمن حوله.

ولا أذكر أنني أستمعت إلى مدير المركز الإعلامي في نادي الشباب وهو يتحدث بطريقة وأسلوب هادئ، وآخر ما شاهدته في برنامج "ديوانية لاين" وهو يرد على مداخلة عضو شرف الاتفاق خالد الدبل، وأيضا لم يكن مقنعا، وراح يسخر من المتحدث.

مثل هذا الأسلوب الذي يستخدمه المدير، منحه الحضور الإعلامي، كون الإعلام الفضائي يبحث عن هذه النوعيات، وهذا الأسلوب لا يخدم الشباب وفريقه صاحب السجل البطولي، ولم يجد من يقول له قف!!

لكن الغريب أن تأتي شخصية المدرب البلجيكي ميشيل برودوم وتصرفاته غير بعيدة عن الرئيس ومدير مركزه الإعلامي، وهناك حالات تطاول فيها "برودوم" على حكام مباريات فريقه وهم حكام مواطنون، ففي مباراة الاتحاد والشباب في الجولة الـ18 تلفظ المدرب البلجيكي على حكم المباراة فهد المرداسي، وأظهرت الصور التلفزيونية ما لا يمكن قبوله، لكن كل ذلك مرّ مرور الكرام على لجنة الانضباط، التي تنبهت فقط لشكوى رئيس الشباب ضد جمهور الأهلي والاتحاد، وعاقبتهما بعد أشهر من وقوع الحادثة.

وما زالت تصرفات برودوم تتكرر، وهذه المرة كانت مع الحكم المونديالي خليل جلال، وعندما أصدرت لجنة المسابقات عن عقوبة بحق المدرب، جاءت العقوبة "ضعيفة جدا"، ونصت على إيقافه مباراة واحدة "أمام الأنصار" وتغريمه أربعة آلاف ريال، فكانت كمن يكافئ المدرب على أفعاله وحماقاته المتكررة.

عاد رئيس الشباب الذي أفادنا في السابق أنه فهم "رسالة" رئيس الهلال، ليقول في الأهلي كلاما لم يحترم فيه الأهلي وتاريخه ورجاله وجمهوره "الأهلي فريق تحكيم وهو أكثر فريق استفاد من التحكيم هذا الموسم وأقول لهم الميدان يا حميدان وأرجو ألا ينسحب الأهلي من المباراة كما حدث في السابق".!

وعلى الرغم من كل هذه التصريحات الخارجة عن الروح الرياضية، والباعثة على الكراهية، فإن لجنة الانضباط وقفت موقف المتفرج برغم وجود تحذيرات سابقة، ما يفسر أن اللجنة موافقة على كل ما ذكره رئيس الشباب ومدير مركزه الإعلامي من إساءات للأهلي.

وطالما أن الأمر بات على هذه الصورة، فعلى اتحاد الكرة ولجنة الانضباط، ولجنة المسابقات تحمل مسؤوليتهم في المباراة الأخيرة في الدوري التي ستجمع الأهلي والشباب، حتى لا تلوم اللجنة الأهلي وتنزل به العقوبة إذا ما حدث شيء أثناء المباراة المنتظرة، بعد أن اختار البلطان جمهور الأهلي ليكون خصمه.. فهل أنتم واعون؟!