رغم ابتعادي عن الوسط الرياضي، إلا أنني متابع جيد لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ومن خلال رصدي لنتائج ناديي «أبها وضمك» في الدوري حتى الجولة السابعة، أجدها لم تلامس سقف طموحات أبناء منطقة عسير، رغم أن نادي أبها أفضل حالا من زميله نادي ضمك باحتلاله المركز العاشر بسبع نقاط، وضمك في ذيل جدول الدوري بأربع نقاط.

وقد وددت أن أتوقف بشكل خاطف على تاريخ الناديين والرياضة في المنطقة رغم وجود أندية في محافظات عسير، لكن بحكم أن «أبها وضمك» يعدان أبرز أندية المنطقة، وبسبب صعود الناديين لدوري المحترفين، وبسبب ما قدمه الناديان من نجوم في كرة القدم التحقوا بالأندية الكبيرة على فترات متباعدة، فقد وجدت أن مسيرة الناديين تشير إلى أن نادي أبها مرّ بمراحل تأسيسية بدأت منذ تاريخ 1366 وبأسماء متعددة، حتى استقر به المطاف عام 1382 إلى أن يحمل الاسم الحالي «أبها»، وتم بذلك تسجيله ضمن أندية رعاية الشباب بشكل رسمي، أما ضمك فقد بدأ تشكيل النادي عام 1386 حتى تم تسجيله رسميا عام 1391، وكما ذكرت أن الناديين قدما للرياضة السعودية كثيرا من اللاعبين البارزين، أذكر منهم «مبروك التركي، عامر مانع، محمد سويد وأشقاءه إبراهيم وسالم آل سويد، سعيد صمان الشهراني، سعيد مثيب، موسى عيد، منصور النجعي، عبدالله مضواح، فايز العلياني، عبدالله سعد بحيبحا، بندر حبشان، عبدالله سرور، خالد الزيلعي» وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن، وكانت للناديين مشاركات فعالة على مستوى ألعاب القوى، وقدما لمنتخب المملكة في هذه اللعبة عددا من الأبطال إلى جانب إسهامات أندية أخرى بالمنطقة كنادي النخيل ببيشة الذي سمي بنادي بيشة مؤخرا، مثل العداء حمدان البيشي ونادي جرش الذي قدم عليان القحطاني، إلا أن ضمك الأبرز في تغذية المنتخب السعودي بأبطال في ألعاب القوى حققوا ميداليات وأرقاما قياسية عالمية منهم «هادي صوعان،عبدالله مرزوق، إبراهيم دحمان، سيف الشهراني، مرعي حزام، سعد القحطاني، عبدالله حبيش» وآخرون.

بدون شك أن الرياضة في عسير حظيت بدعم المسؤولين في «الهيئة العامة للرياضة»، ومنذ كانت تعرف بـ«الرئاسة العامة لرعاية الشباب»، ولقيت دعم أمراء المنطقة، وجميعنا لمسنا اهتمام الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير بالرياضة منذ قدومه إلى المنطقة بزيارته للناديين ومتابعته أخبارهما، وتواصله شبه اليومي مع مسؤوليهما وحضوره بعض مباريات الفريقين.

إلا أنني أجدها فرصة بمناسبة صعود الناديين هذا العام 2019 إلى دوري المحترفين ومن أجل ضمان بقائهما فيه، وكي تبقى منطقة عسير وجهة للأندية الكبيرة في دوري المحترفين لتروي عطش الجماهير الرياضية بالمنطقة ومحبيها، فهي تحظى بجماهيرية طاغية بالمنطقة، فلا بد من رفع مستوى دعم الناديين إعلاميا وماديا، ولا بد من مساندة أبناء المنطقة لناديهما، وأجدها فرصة لدعوة رجال الأعمال للوقوف إلى جانب أبها وضمك فهما ممثلان للمنطقة، وعلى الناديين الاستفادة من خبرات اللاعبين القدامى، ومن قدراتهم والتواصل معهم، ولا تنتظر إدارتا الناديين أن يأتي رجال الأعمال والداعمون واللاعبون القدامى إلى مبنى الناديين ما لم تسع إلى البحث عنهم، ودعوتهم لحضور الاجتماعات، وإطلاعهم على المنجزات المتحققة، والبحث عن مصادر أخرى لدعم مداخيل الناديين في الاستثمار خاصة، ولا بد من إنشاء مدارس كروية لتبني المواهب الكروية الشابة من خلال عقد شراكات مع مدارس المنطقة للكشف عن المواهب الرياضية وتبنيها وإبرازها واستثمارها لمصلحة رياضة الوطن، ولا بد من اختيار الكفاءات التي تهمها خدمة إدارة الناديين والرياضة بالمنطقة قبل خدمة مصالحها.

وفي الختام بودي أن أقترح على الهيئة العامة للرياضة، وأحسب أن هذا سينال دعما مباشرا من أمير منطقة عسير، فكرة إنشاء «مدينة رياضية» متكاملة على غرار «إستاد الملك فهد درة الملاعب أو ملعب الجوهرة»، فأجواء منطقة عسير مشجعة على استضافة فعاليات دولية ومحلية ومعسكرات الأندية السعودية والخليجية بدلا من العسكرة في دول أوروبا ذات التكاليف الباهظة، فأجواء المنطقة في الصيف وبرودة الأجواء وروعتها طوال العام لا تقل جمالا عن الدول التي تعسكر فيها أنديتنا، وفي هذا أيضا خطوة لدعم السياحة بعيد صدور تأشيرة السياحة السعودية، وكذلك لدعم الرياضة المحلية بالمنطقة والوطن الكبير.