من الأحداث والقضايا ما يجعل المرء يفتش في أسباب وملابسات هذا الحدث أو ذاك. رغبة في التعرف أكثر على قضية الأكراد، وقع النظر على اتفاقية سايكس بيكو المبرمة عام 1916م بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة من الامبراطورية الروسية وإيطاليا، لاقتسام الهلال الخصيب، ولتحديد مناطق النفوذ. عن تلك الاتفاقية يقول المؤرخ ومؤلف أطلس الشرق الأوسط (جان بول شانيولو)، إن أكثر الخاسرين من تلك المعاهدة هم الفلسطينيون والأكراد، وأضاف أن الأكراد كادوا يحصلون على دولة عبر معاهدة (سيفر في أغسطس عام 1920م). يبقى الأكراد شعبا له قضيته المعروفة باقتطاع أراضيه التي يقع أغلبها في شمال شرق تركيا، ويعيش عليها الآن ملايين الأكراد، وهي الأكبر مساحة عن بقية أراضيه المقتطعة في إيران وشمال العراق وشمال سورية، الأكراد لهم جذورهم وهويتهم الأصيلة في وطنهم، إلا أن البعض لا زال يكابر ويتجاهل ذلك، وأعني بذلك تركيا التي اختطفت عام 1999 م زعيمهم عبدالله أوجلان بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي في كينيا، وغيبته في السجون التركية، وما فتئت تحارب شعبه حتى يومنا هذا، وما التنمر الإردوغاني عليهم في الآونة الأخيرة إلا محاولة لصرف الأنظار عن معاناة الشعب التركي من الزج بالآلاف منهم في السجون، مروراً بارتفاع نسبة الفقر والبطالة وانهيار العملة وفشله في الانتخابات، وتفشي الفساد وتردي الاقتصاد التركي الذي هددت أميركا باستكمال تدميره بقرارات وصفتها (بالحب الصعب). ربما رأينا من إعلام وذباب مثلث الشر وأذنابهم بعض الأحاديث، والرسائل التي تشيطن الأكراد اليوم، وتسبغ على داعمي الإرهاب قتلة النساء والأطفال أردية (المهاتما غاندي)، ولكن الأكراد باختصار هم أحفاد (صلاح الدين الأيوبي) ولو كره المرجفون.