خلال اطلاعي على منتدى مسك للإعلام، استوقفني حديث الفنان عبادي الجوهر والفنانة أنغام، كيف أن للموسيقى روحا خاصة ورسالة قيمة لا تصل إلا من خلال الموسيقى فقط. إلا أنني أخالفهما الرأي في أنه لا مانع إن اكتفينا نحن الشرق الأوسط بموسيقانا الخاصة واكتفى العالم الغربي بموسيقاه؛ لأنه إن صح التعبير فيما يقولون لما كان الفن حقيقي ذا معنى. أن تعزف على آلة ما، وأنت ترى محيطك هو هدفك الوحيد، والغاية أنت، هنا تنتهك حقوق الموسيقى؛ لأنها ولدت وكانت فطرتها الوحيدة ألا تقيد بزمان ومكان. ولو اتفقت الشعوب جمعياً على لغة واحدة للسلام لكانت الموسيقى بشتى أشكالها هي اللغة الوحيدة والأصيلة، وقد كنت ولا زلت أؤمن أن للموسيقى أسلوب حياة لا يشبهه أي أمر آخر، حيث يكمن فيها الكثير والكثير من العجائب، حتى أن كثيراً من الدراسات المثيرة للاهتمام أشادت بدور الموسيقى، ونصت على أن التغيير الذي تم رصده في مخ المشتغلين بالموسيقى يرجع لطبيعة عملهم في الأساس التي تحفز مناطق معينة في المخ تعمل بدورها على تنمية قدرات مختلفة سواء تعليمية أو اجتماعية مقارنةً بغيرهم، وهنا تأتي مقولة الكاتبة «أورسولا لي جوين»: «لم أشك للحظة في أن الموسيقى والتفكير متشابهان، بل يمكن القول إن الموسيقى هي طريقة أخرى للتفكير وربما التفكير ماهو إلا نوع آخر من الموسيقى». وربما في حديثي هذا عن غيره قد لا تشوبه الكثير من الموضوعية؛ لأن للموسيقى في نفسي حديث خاص، وكم من المرات كنت على شفا حفرة، وردني صوت الناي، أو رنة عود رداً جميلاً، وفي كثير من الاجتماعات والأحاديث بين الأصدقاء أقول لهم بصدق: إن احترت في أمر ما فاستمع إلى الموسيقى ستجدها تجذبك إلى ما أردت.

اسقوا أراضي النفوس الخصبة بالموسيقى ينشأ لكم جيل مسالم عظيم في أثره.