اتفق اليمنيون على عدم إتاحة أي فرص للمتربصين بوحدة اليمن واستقراره، وفضلوا مصلحة بلادهم فوق أي اعتبارات، ليخرجوا من الحوار الذي رعته المملكة العربية السعودية بين الحكومة الشرعية وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إخوة متفقين، على أن استقرار اليمن ومواجهة التحديات التي يعيشها صفا واحدا هو الأهم والأجدر، وأكدوا أن السعودية ضامنة لحقن الدماء وتوحيد الصف اليمني. ومن المقرر أن يتم التوقيع على اتفاق الرياض اليوم الثلاثاء، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

طوق نجاة

أكدت قيادات في الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي نوايا المملكة العربية السعودية الصادقة واهتمامها ووقفتها القوية، وأنها بمثابة طريق السلام وطوق النجاة لليمن واليمنيين، واتفقوا على أن السعودية بيت السلام والعروبة ومنبع الأمن والاستقرار لكل دول المنطقة والعالم، مثمنين مواقفها الفعلية وليس القولية على كافة المستويات، ومستعرضين دورها الفاعل وموقفها البطولي مع اليمن في كل أزماته.

السعودية تصنع سلاما جديدا

أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي لـ«الوطن» أنهم سعداء باتفاق الرياض الذي رعته السعودية، مبينا «أن هذا الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة، وذلك لبناء المؤسسات وتثبيت الأمن والاستقرار في بلادنا، ورفع المعاناة عن شعبنا، وكبح ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني».

وأضاف: «نثق بشكل مطلق في حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، لذلك كنا حريصين على نجاح وساطة المملكة وجهودها من أجل السلام».

وأوضح الزبيدي أن المملكة اليوم تصنع سلاما جديدا في المنطقة، في وقت بات الأمل فيه ضعيفا في إيجاد حلول للأزمات والقضايا العالقة في الشرق الأوسط. وأعتقد أن الحكمة والخبرة السياسية والثقل الإقليمي والدولي للمملكة كفيل برعايتها للحوارات وصناعتها للسلام في المنطقة، وللمملكة تاريخ مشرّف في رعاية جهود السلام.

وأضاف: «نوقع اليوم على اتفاق عادل، حافظنا فيه على ثوابتنا الوطنية التي تضمنتها وثائقنا ومشروعنا السياسي كمجلس انتقالي جنوبي يحمل قضية شعب الجنوب، وبنفس الوقت أسسنا من خلال الاتفاق لآلية تنظم العلاقة بالشرعية وتعالج الأخطاء التي واكبت المرحلة السابقة، ومن اليوم سيتم توجيه وتركيز الجهود العسكرية نحو صنعاء لمحاربة ميليشيات الحوثي. ولا شك أن تنفيذ اتفاق الرياض سيمكننا من تحقيق انتصارات جديدة ضد التمدد الإيراني».

إيران عدو مشترك

ثمن عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي عضو وفد التفاوض وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات عبدالرحمن شيخ، جهود المملكة في إنجاح المفاوضات بين الأطراف اليمنية، وقال لـ«الوطن»: أهمية هذا الاتفاق تتمحور حول توحيد الجهد والتركيز على العدو المشترك، ونرى المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا شركاء حقيقيين وضامنين لأمن وسلامة أرض الجنوب من أطماع إيران ومشروعها. وأضاف: السعودية تقف مع اليمن عبر مراحل التاريخ مواقف الجار والأخ والسند، بداية من عاصفة الحزم وانتهاء بجمع الشمل لأطراف الشرعية عبر اتفاق الرياض التي حرصت الشقيقة السعودية من خلاله على رأب الصدع وجمع الكلمة وحقن دماء الإخوة، وتوحيد صف الشرعية خلف رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، لمواجهة تمدد وانقلاب ميليشيات الحوثي الإيرانية.

جهود خالد بن سلمان

أكد مستشار رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحراك الجنوبي، عضو مشاورات جنيف ياسين مكاوي لـ«الوطن»، أن الاتفاق الذي يعقد اليوم هو خطوة متقدمة جدا تجاه إعادة المسار للطريق الصحيح، وتصويب الخلل والخلاف الذي حدث خلال الفترة الماضية، لاستعادة الدولة وبناء مؤسساتها.

وأوضح أن أبرز عوامل نجاح الحوار هو الدور السعودي من جميع الأطراف، والجهود المضنية والمتابعة الكبيرة التي قام بها نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، الذي أسهم بشكل كبير في تذليل الصعوبات بناء على توجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

مواقف تاريخية مع اليمن

بين وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي الدكتور أحمد عطية لـ«الوطن» أن الموقف الأخير تجاه اليمن وتوحيد صفوف اليمنيين خلف رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، هو واحد من المواقف التاريخية التي وقفت فيها السعودية حكومة وشعبا مع اليمن. وأضاف: اليوم نبدأ مرحلة جديدة في مواجهة تمدد وانقلاب ميليشيات الحوثي الإيرانية، ونقدر هذا الجهد الجبار، وليس غريبا على بلاد الحرمين الشريفين حرصها على إزالة كل المشاكل التي يتعرض لها اليمن بسبب سياسة إيران العدوانية، ونأمل أن يلقى هذا الاتفاق حسن النوايا والتنفيذ على أرض الواقع.

هادي: الاتفاق يعزز وحدة الصف

قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، إن «اتفاق الرياض» يعزز وحدة الصف، واستكمال مشروع إنهاء انقلاب جماعة الحوثي.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» التي تديرها الحكومة، أن الرئيس عبدربه منصور هادي، التقى قيادات ومرجعيات عدد من المكونات الجنوبية، أمس، وأكد أهمية القضية الجنوبية باعتبارها جوهر السلام والاستقرار في اليمن.

وقال «عملنا من أجل ذلك مبكرا، وأعطينا القضية الجنوبية حقها من خلال مخرجات الحوار الوطني، التي أنصفت المحافظات الجنوبية والوطن بشكل عام، عبر الشراكة الحقيقية التي ترعى وتحفظ حقوق الجميع، بعيدا عن الوصاية والمركزية المفرطة، والتوجه نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد».

وأشاد هادي بجهود السعودية لتجاوز تداعيات أحداث عدن الأخيرة، وثمّن رعايتها لقاءات جدة والرياض، وما تمخض عنها من اتفاق، بما يعزز وحدة الصف الوطني في إطار اليمن الاتحادي الجديد، واستكمال مشروع إنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي.

مبادئ يرتكز عليها اتفاق الرياض

- الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة

- نبذ التمييز المذهبي والمناطقي

- وقف الحملات الإعلامية المسيئة

- توحيد الجهود تحت قيادة التحالف، لإنهاء انقلاب ميليشيات الحوثي

- مواجهة تنظيمي القاعدة وداعش

- تشكيل لجنة من التحالف بقيادة السعودية لمتابعة تنفيذ الاتفاق

- مشاركة المجلس الانتقالي في وفد الحكومة لمشاورات الحل النهائي