أدرك العراقيون مقدار العبث الذي تخلفه أصابع إيران على مصير العراق ومكوناته، وهو ما ترجمه الغضب الشديد الذي اندلع في كربلاء ذات الاعتبارات الخاصة جدا لدى الشيعة، والذي توجه نحو القنصلية الإيرانية فيها، حيث حاول المتظاهرون إحراقها، ورفعوا أعلام العراق على جدرانها الخرسانية، قبل أن يرد عليهم حرسها بالرصاص الحي موقعاً أربعة قتلى.

بره بره

على جدران القنصلية سطر المتظاهرون مطلبهم وكتبوا «كربلاء حرة حرة... إيران برة برة»، في تأكيد على رفضهم التدخل الإيراني السافر في شؤون بلادهم.

وقال متظاهر شاب تعليقا على رمي الحراس للمتظاهرين إنهم «لا يرمون للأعلى، النية القتل وليس التفريق».

وبدت تلك الحركة تعبيراً واضحاً على رفض سيطرة إيران على بغداد (كواحدة من عواصم عربية أربع أعلنت طهران سيطرتها عليها).

ترمب يتفاعل

أعاد الرئيس الأميركي، أمس، نشر تغريدتين عن حصار القنصلية الإيرانية فى كربلاء العراقية على حسابه بـ»تويتر» وذلك تزامنا مع مرور 40 عاما، أمس، مع ذكرى حصار الرهائن داخل السفارة الأميركية فى طهران.

وتحدث ترمب في تغريدة أولى معادة من جريدة «عرب نيوز» السعودية الصادرة بالإنجليزية عن حصار عشرات العراقيين للقنصلية الإيرانية فى مدينة كربلاء جنوب بغداد ومحاولة اقتحامها، بينما كانت تغريدته الثانية إعادة لفيديو نشرته قناة «إيران إنترناشيونال- عربي» المعارضة لطهران، ويظهر فيه المحتجون وهم يحاصرون مقر القنصلية ويشعلون النيران في جدارها الخارجي.

هتاف متنقل

لم يكن هتاف الكربلائيين المطالب بخروج إيران وأذرعتها وأذنابها من بلادهم هو الأول منذ اندلاع الاحتجاج، فقبل شهر، وفي 4 أكتوبر الماضي أصبحت عبارة «إيران برة برة.. بغداد تبقى حرة» من الشعارات التي تتردد أصداؤها في المظاهرات.

وعبرت تلك الهتافات المتنقلة والمنددة بإيران بعد أعوام من التدخل الإيراني في الشأن العراقي، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

ويقول السياسي العراقي المستقل ناجح الميزان: إن «الشعب تنبه للخطر الإيراني وتأثيره السلبي على العراق منذ أعوام، والدليل حرق القنصلية الإيرانية العام الماضي، ومظاهرات البصرة ضد الحكومة العراقية قبل عامين، ولكنه الآن وصل لحالة الانفجار».

علامات غضب الشعب العراقي من إيران تمثلت بالأعلام الإيرانية المحروقة، والهتافات المناهضة لطهران، خلال المظاهرات

مطالبة الزعيم

لم تقتصر المطالبات على هتافات المحتجين، ففي 15 أكتوبر الماضي وجه زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، «نداء» إلى زوار الأربعينية المتجهين إلى كربلاء، ليهتفوا بـ»بغداد حرة حرة، يا فاسد إطلع برة».

نداء جديد

وفي 30 أكتوبر الماضي، وفي بغداد، أحرق المحتجون العلم الإيراني، وهتفوا «إيران بره، بره!».

وفرضت الحكومة حظر تجوال، لكن المتظاهرين تحدوه على مدار الساعة في بغداد ومدن أخرى، وتعرضوا لإطلاق النار من بنادق آلية حين حاولوا الوصول إلى جسر الجمهورية القريب الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء، كما أطلقت عليهم عبوات الغاز المسيل للدموع.

تفريق

وكانت قوات الأمن قد استخدمت في 25 أكتوبر الماضي خراطيم المياه لتفرّيق المتظاهرين أمام المنطقة الخضراء التي تضم مقار رسمية ودبلوماسية.

وأفاد شهود لفرانس برس أنه سمع دوي طلقات، يرجح أنها لقنابل مسيلة للدموع في وسط بغداد، لكن مصادر ذكرت أن متظاهرين حاولوا إزالة الحاجز الأمني الأول فوق جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء.

- 4 أكتوبر

العراقيون يطلقون شعار «إيران بره بره»

- 15 أكتوبر

الصدر يطالب بإطلاق شعار «بغداد حرة حرة يا فاسد اطلع بره»

- 25 أكتوبر

الأمن ينصب حواجز على جسر الجمهورية لمنع المتظاهرين من المنطقة الخضراء

- 30 أكتوبر

المتظاهرون يحرقون أعلام إيران ويعيدون ترديد الشعار

- 3 نوفمبر

محتجون يحاولون حرق القنصلية الإيرانية في كربلاء

المحتجون يكتبون على جدار القنصلية «إيران بره بره»

- 4 نوفمبر

ترمب يعيد تغريدة محاصرة المحتجين للقنصلية الإيرانية