فضلا عن كمية الإهانات التي تعرض لها الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ على يد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكانت آخرها في 9 أكتوبر الماضي عندما حذّره ترمب في رسالة بشأن العدوان التركي على شمال سورية، يتلاعب الطرفان الأميركي والروسي بصفقات الأسلحة التركية، وبأردوغان نفسه باعتباره الطرف الرئيسي في تلك الأسلحة، حيث اشتكى أردوغان من ترمب هذه المرة قائلا: «دفعنا مبالغ كبيرة للولايات المتحدة لشراء F35 لكنها لم تسلمنا الطائرات»، معلنا عن أن «الدوريات الأميركية الكردية مستمرة وهذا ليس جزءا من الاتفاق».

تهديدات ترمب

سبق وأن هددت حكومة البيت الأبيض الرئيس التركي حيال صفقة طائرات F35، وبمجرد أن وقع أردوغان صفقة المضادات الروسية S-400 حتى استبعدت الولايات المتحدة تركيا من تدريبات الطيارين على هذه الطائرات. ويعيد الأمر إلى الأذهان التهديدات الأميركية التي تلقاها أردوغان على يد ترمب وقال له فيها: «لا تكن أحمق»، منبها إياه من أنه يخاطر بأن يذكره التاريخ بـ»شيطان»، وكذلك هدده في عدد من الخطابات الأخرى بأنه قادر على تدمير الاقتصاد التركي متى شاء، وذكره بقضية القس الأميركي أندرو برنسون الذي كانت تحتجزه تركيا وفرضت واشنطن عقوبات على تركيا بسببه.

ارتباك التحالفات

يعيش نظام أردوغان أزمة حقيقية في لعبة التحالفات، ففي الوقت الذي أبرم فيه صفقة S-400 من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلا أن هذا المشروع أيضا يواجه بعض المشاكل. وقال مستشار الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، إن تسليم الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» إلى تركيا قد يتأجل إلى ما بعد الموعد المزمع في 2020؛ بسبب ما سماه «المحادثات حول تبادل التكنولوجيا والإنتاج المشترك»، إلا أن محللين وصفوا الأمر باللعبة، ففي الوقت الذي يريد فيه أردوغان التنصل من الولايات المتحدة وتبديد المخاوف من معاقبتها له، تسير روسيا في نفس النهج وتحاول أن تقنع أردوغان بالخروج من صفقة الطائرات وصواريخ «باتريوت» الأميركية. ويتردد حاليا أن تركيا تسعى لاقتناء مقاتلات «سوخوي 35 و57» بديلا للمقاتلات الأميركية. وأكد دمير، في مقابلة تلفزيونية، أن روسيا عرضت بيع مقاتلات لتركيا، وأن أنقرة تقوم بتقييم العرض. وأضاف، أنه سيتم اتخاذ قرار بعد التحليل الشامل للعرض.