تتسم عملية جني البن في جبال جازان وخاصة محافظة الداير بالأساليب التقليدية، فغالبًا ما يلجأ المزارعون إلى جني الثمار على مراحل قد تمتد لـ3 أشهر، أينما كانت الثمرة في مرحلة تسمح بالجني على النحو الذي لا يؤثر على جودتها ومنافستها، فكلما بدأ لون الثمرة يميل إلى الأحمر الفاتح إلى مشارف النضج يقوم المزارع بجنيها، أو عندما يصبح لونها بنفسجياً أو رمادياً داكناً، وهي المرحلة التقليدية من النضج.

ويحرص المزارع على جمع الثمار الناضجة في وقت واحد وفصلها عن الثمار التي تُجنى لاحقاً حتى يضمن جودة ونكهة أفضل للثمرة، كما يعمل على عزل الثمار المتساقطة المشبعة بالرطوبة حتى لا تؤثر على جودة البن.

تجفيف البن

تمثل عملية تجفيف البن أكثر مراحل إعداد المحصول للتسويق تعقيدًا، إذ تتطلب حرصًا كبيرًا من المزارعين لضمان الجودة والنكهة المطلوبين، فبعد جني المحصول يقوم المزارعون بعرضه لأشعة الشمس في أماكن جافة لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، وفي معظم الأحيان تشهد عملية التجفيف بعض الأخطاء التي تقلل من جودة الثمرة، كأن يتم عرض كميات كبيرة في مساحات ضيقة ما يؤدي إلى تخمر بعض الثمار نتيجة الرطوبة وغياب التهوية الجيدة، أو يتم تجفيف الثمرة على مساحة ترابية ما يؤدي إلى المشكلة ذاتها.

التقشير

تعد عملية تقشير ثمرة البن المرحلة الأخيرة قبل تسويق المحصول، وتتلخص في فصل قشرة الثمرة عن النواة، حيث يتم تسويق النواة باعتبارها الجزء الأهم في الثمرة، فيما يتم تسويق القشرة بشكل منفصل، وفي حين يتم تسويق النواة خارجياً، تحظى قشر البن برواج في الداخل، ويعرف المشروب الذي يعد منها بالقشر.

التدريج

هي العملية التي يتم خلالها فرز النواة الجيدة عن سواها حرصًا على جودة البن المعد للتسويق، وللحصول على السعر المناسب. وخلال هذه العملية يتم جمع النوى المتجانسة مع بعضها، من حيث الحجم والكثافة، تمهيدًا للعملية اللاحقة من عمليات تجهيز المحصول للتسويق وهي مرحلة التحميص. والملاحظ أن معظم النواة تتسم بحجومها الصغيرة، ويعود السبب في نظر الخبراء الزراعيين إلى الظروف المناخية التي لا تسمح عادةً بنمو مثالي لشجرة البن في معظم البيئات التي يزرع فيها. وغالبًا ما تتم عملية فرز نواة البن يدويًا من قبل أفراد عائلة المُزارع، أو العمالة بالمزرعة، حيث يقوم الشخص بنثر نواة البن الصافي في مساحة نظيفة وفي ظل إضاءة مناسبة، وتتيح هذه العملية فرصة لاستبعاد الشوائب وحبوب البن المصابة بعيوب أثناء عملية التقشير تمهيدًا لعملية التحميص.

التحميص

تتم هذه العملية بالقدر نفسه من التعقيد الذي يميز مرحلة التجفيف؛ لأنه يترتب على هذه العملية الحصول على الجودة والنكهة المطلوبتين اللتين سرعان ما تتأثران إذا ما افتقدت عملية التحميص للقدر المطلوب من العناية، حيث تتم عملية التحميص في درجة حرارة تتراوح بين 180 إلى 240 درجة مئوية، ولفترة زمنية لا تتعدى 20 دقيقة، وهذه العملية لا تقتصر على المزارع نفسه بل إنها في السنوات الأخيرة باتت محصورة في محلات المحامص في المدن الرئيسية التي باتت تمتلك معدات أكثر حداثة لإنجاز عملية التحميص وبدقة أكثر.

وتبعًا لطريقة التحميص نفسها يمكن التحكم في لون البن بعد الطحن من بني غامق وبني غامق محبب، إلى فاتح وناعم وبني فاتح محبب.