تجيشت مشاعر محبي الهلال بعد مغادرة الفريق إلى الأراضي اليابانية لخوض نزال الإياب بعد أن منحهم نصف الأمل، وهي الوحيدة بين التجارب السابقة التي يخرج بقصعة قد تكون نتيجتها كافية إذا أحسن اللاعبون التعامل مع المشهد الأخير، لو عدنا للخلف قليلا لوجدنا أن الهلال خسر الذهاب أمام سيدني وتعادل إيابا، وأمام أوراوا تعادل ذهابا وخسر إيابا، غير أن المعادلة في هذه المرة اختلفت، فالفريق غادر بشباك نظيفة وهدف يتيم بعد أن قُتل أخوه عنوة براية ظالمة، وأعتقد لو أن توأم الذهاب كانا معا قبل بدء صافرة الإياب لربما تكون الأعصاب أكثر هدوءا، والعكس قد يكون الهدف الوحيد محفزا لأن الأمر لا مجال فيه للتهاون، الهدوء الهلالي جميل علاوة على تكامل المنظومة بعد ارتفاع جاهزية المصابين، خاصة ضابط الإيقاع محمد كنو الذي يحتاجه الفريق في مثل تلك النزالات، والأكيد أن الخصم سيغامر بالهجوم بغية خطف التعديل وفي مثل تلك الظروف الأمر يتطلب أسلحة دفاع أولية تبدأ من المحور، وإن كانت كرة القدم الحديثة تؤكد أن الدفاع يبدأ من رأس الحربة، وهذه تفصيلات قد تكون من اختصاص المدرب ولا أحب أن أوغل بها لكي لا أضيف نكهة قد تفسد الأسطر التي أكتبها متى ما دخلت في دهاليز الطرح، ولا يطرب لها القارئ، وبذات الوقت كاتب السطور ربما يخفق بهذا الجانب لعدم التخصص. الآراء حول ممثل الوطن تباينت، فهناك فريق يتشدق بالوطنية ويؤكد على أهمية الوقوف مع (الأزرق)، وآخرون يرون الأمر فسيحا، والحرية مطلقة إذا كان الأمر لا يلامس منتخب الوطن، وغير المقبول أن يكون هذا الصوت صادرا من عضو سابق في اتحاد القدم، (كلٌّ يغني على ليلاه) ولن أبالغ إذا ذكرت أن هناك من ينتظر خسارته لكي يمارس (هواية الطقطقة)، ولا نبرئ عشاق الهلال من تلك الأجواء لو قدر وأن فاز فريقهم باللقب الذي يستحقه في المعارك الماضية التي سقط فيها غدرا بأخطاء التحكيم والحظ العاثر، ويقيني لو انتصر في لقاء الأحد ستكون واجهة النادي مختلفة في العديد من الجوانب، خاصة أنه يعيش حاليا طفرة اقتصادية مبنية على أرضية صلبة، وهذا ما يميزه في هذه الحقبة المختلفة، والتي ترجم فيها جزءا من الدعم الذي قدم من القيادة الحكيمة وحوله إلى مكتسبات، وقبل الوداع أعتقد أن الجهود التي بذلها لاعبو الهلال الدوليون مع زملائهم في لقاء الأخضر أمام أوزباكستان ستكون أبرز الدوافع للوصول للهدف الذي ينشده عشاقه، ويستحق منا الوقوف معه عطفا على شخصيته الراسخة ونضاله في سبيل الصعود على هامات المجد.