شدد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ في كلمته الترحيبية بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أمس، في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة للمجلس على أن المملكة تشهد في عهد خادم الحرمين وولي عهده الأمين قفزة نوعية في مختلف المجالات ومن أهمها مجال التنمية الذي حظي بقدر وافر من المشاريع والخدمات، وقال: «إن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية سيحقق للمملكة ريادة في جميع هذه المجالات، وسيوفر كثيرا من الوظائف المرموقة للكوادر الوطنية، وتعد مدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك» التي تفضل بوضع حجر أساسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أحد المشاريع المستقبلية الكبيرة الرامية للنهوض بالاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانة المملكة، بصفتها مركزا إقليميا وعالميا للطاقة».

تشريف

ورحب آل الشيخ في مستهل كلمته بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد والحضور، وقال: «أرحب بكم في مستهل عام جديد من دورة مجلس الشورى السابعة ضمن مسيرة المجلس التي ابتدأت من عهد تأسيس البلاد على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - حين جعل منهج الشورى إحدى الدعائم التي يقوم عليها بنيان هذه الدولة المباركة، وما زالت هذه المسيرة متألقة في سماء الوطن، يواكبها تطوير وتحديث ينبثقان من توجيهات القيادة الحكيمة وعنايتها، من أجل تحقيق آمال المواطنين وتطلعاتهم».

وأضاف «شرّف الله هذه البلاد بكونها قبلة للمسلمين ومهوى أفئدتهم، وشهد الجميع لقادة البلاد منذ تأسيسها إلى اليوم، قيامهم بأداء واجب خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة على أكمل وجه، وقيامهم أيضا بما ييسر للحجاج والمعتمرين والزائرين مقاصدهم بكل راحة وأمن واطمئنان، وأن برنامج «ضيوف الرحمن» الذي هو أحد برامج رؤية المملكة 2030 الطموحة، لخيرُ شاهد على حرص المملكة بقيادة مقامكم الكريم على هذا النهج المبارك تجاه الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها، والعمل بكل جد لتوفير السبل والوسائل الكفيلة بنجاح مواسم الحج والعمرة».

تراث

استطرد رئيس الشورى قائلا: «وتمتد عنايتكم بالوطن إلى جوانب أخرى، فها هو المجال التراثي والتاريخي يحظى بنصيب وافر من اهتمامكم ورعايتكم، ومن شواهد العناية مشروع تطوير حي الطريف التاريخي الذي سيجعل هذا الحي التاريخي أحد أهم المراكز الثقافية والتراثية العالمية، ومشروع «رؤية العلا» الذي يهدف إلى تطوير منطقة العلا ويحتضن عددا من المواقع الأثرية القديمة، لتتحول إلى وجهة تراثية عالمية، مع الإبقاء على طابعها التراثي والطبيعي».

وأضاف «وجاء توجيهكم الكريم بتحويل «هيئة تطوير مدينة الرياض» إلى هيئة ملكية باسم «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» أنموذجا حيا من نماذج العناية بتطوير المدن».

وتابع «تتبوأ المملكة مكانة كبيرة على المستوى الدولي أسهمت في تعزيز دورها وتنامي حضورها السياسي، وتجلت مشاركتها في النشاط والحراك الدولي في صور شتى، منها المشاركة في أعمال قمتي قادة مجموعة العشرين اللتين عقدتا في الأرجنتين واليابان، ورأس وفد المملكة فيها ولي العهد.. وقد جسدت المشاركتان الدور الفعال والمؤثر للمملكة في منظومة الاقتصاد العالمي، وبادرت المملكة خلال رمضان الماضي إلى استضافة ثلاث قمم في مكة المكرمة، قمتين طارئتين هما القمة الخليجية والقمة العربية، والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، التي أكدت سعي المملكة الدؤوب إلى وحدة الصف والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة بعد تصرفات النظام الإيراني العدوانية الرامية إلى إثارة القلاقل والفتن، كما أن عقد هذه القمم الثلاث جاء ليترجم رسالة المملكة الرامية إلى اجتماع كلمة المسلمين، وتوحيد صفهم، وتقف المملكة دوما إلى جانب الأشقاء، للتخفيف عنهم حال الأزمات والكوارث، ومن ذلك وقوفها إلى جانب الشعب السوداني من خلال تقديم حزم المساعدات، للإسهام في رفع المعاناة عنه لتجاوز ظروفه وتحقيق الاستقرار في ربوعه، وباركت المملكة الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه الأطراف السودانية الرامي إلى تحقيق مصلحة السودان الشقيق والمحافظة على أمنه واستقراره، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني».

استقرار

تابع آل الشيخ «وفي اليمن الشقيق تواصل المملكة قيادة التحالف العربي من أجل أن تستعيد الشرعية اليمنية سلطتها ودورها، ومن أجل بسط الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، ودحر الميليشيات الحوثية الانقلابية، مع دعوة الإخوة اليمنيين إلى التحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام، إلى جانب توجيهاتكم المستمرة بتقديم الدعم الإغاثي والإنساني للشعب اليمني الشقيق وانتشاله من الوضع الذي تسببت فيه الميليشيات الانقلابية بخرقها المبادرات الإنسانية وعرقلتها الجهود المبذولة لمعالجة الوضع هناك».

واستطرد: «جاء التوقيع على وثيقة اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بجهود من مقامكم الكريم وولي العهد الأمين كخطوة مهمة في سبيل جمع الكلمة بين الأشقاء في اليمن، وليؤكد مساعي المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق».

وأردف «لطالما أكدت المملكة على موقفها حيال قضية العرب والمسلمين الأولى، وطالبت بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأعلنت رفضها وإدانتها كل محاولات التهديد بفرض سياسات من شأنها انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، ودعت إلى السلام من خلال تفعيل المبادرة العربية».

مهام

أكد آل الشيخ أن مجلس الشورى يستمر في أداء مهامه الوطنية المنوطة به في تقديم الرأي والمشورة، مواكباً تطلعات القيادة الرشيدة، لتحقيق طموحات المواطنين، مبينا أن جدول أعمال المجلس خلال العام المنصرم كان حافلا بدراسة عدد من الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ومناقشة التقارير المرفوعة من الوزارات والأجهزة الحكومية، حيث درس 60 موضوعا تتعلق بالأنظمة واللوائح، و117 اتفاقية معاهدة ومذكرة تفاهم، وناقش 85 تقريرا للوزارات والأجهزة الحكومية، وتواصلت اجتماعات لجان المجلس المتخصصة بالمسؤولين المعنيين في الوزارات والجهات المختلفة، لاستقصاء جوانب الموضوعات محل الدراسة ولإثراء مناقشات المجلس وقراراته.

وأفاد أن المجلس يولي العرائض الواردة اهتماما كبيرا، وهي تشكل رافدا من روافد التواصل بين المجلس والمواطنين، ونافذة للاطلاع على مقترحاتهم والوقوف على احتياجاتهم، إلى جانب مواكبة المجلس للتقنية من خلال تخصيص منصات رسمية للمجلس في وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل مع ما يطرح فيها من أفكار.

دبلوماسية

أضاف رئيس الشورى أن «المجلس يواصل جهوده عبر الدبلوماسية البرلمانية، من خلال عضويته في عدد من الاتحادات البرلمانية الإقليمية والعالمية، ويسهم بشكل فعال في المؤتمرات والمنتديات البرلمانية من خلال الزيارات المتبادلة، وزيارات لجان الصداقة في التعريف بالمنجزات الحضارية والتنموية للمملكة والتصدي لكل محاولات التشويه، والنيل من سمعة هذه البلاد ومكانتها وجهودها».

ورفع آل الشيخ الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على ما يحظى به المجلس من رعاية واهتمام، كان لهما الأثر الكبير في مسيرته وأدائه، كما شكر جميع الأعضاء والعاملين في المجلس على جهودهم، سائلاً الله، سبحانه وتعالى، أن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الإيمان والأمن والاستقرار، إنه سميع مجيب.

من أعمال المجلس السنة الماضية

- 60 موضوعا تتعلق بالأنظمة واللوائح تمت دراستها

- 117 اتفاقية معاهدة ومذكرة تفاهم

- 85 تقريرا للوزارات والأجهزة الحكومية تمت مناقشتها

حقائق عن دور المملكة

- قفزة نوعية في مختلف المجالات

- برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية

- مدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك» تعزز مكانة المملكة كمركز عالمي للطاقة

- برنامج «ضيوف الرحمن» دليل حرص على خدمة الحجاج والمعتمرين

- العناية بمواقع التراث والتاريخ

- الاهتمام بتطوير المدن

- حضور مؤثر في قمتي العشرين الأخيرتين

- استضافة 3 قمم إسلامية وعربية وخليجية يؤكد تأثير المملكة

- دور مؤثر في السلم الإقليمي ودعم رغبات الشعوب

- قيادة التحالف العربي في اليمن لاستعادة الشرعية

- رعاية اتفاق الرياض لجمع كلمة الأشقاء في اليمن

- التمسك بالمواقف المبدئية من القضية الفلسطينية