لفت نظري ما صرح به مساعد مدير مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، من أن النكت التي يتداولها السعوديون عن واقع المحششين بشكل ساخر مثير للضحك ماهي إلا (هجمات ترويجية مخططة لإظهار الحشيش بأنه عالم من السعادة والأنس) وبذلك يكون 95% من السعوديين منخرطين من حيث لا يشعرون في خطة تهدف إلى الترويج للحشيش، عن طريق الإعلان له وتجميل تعاطيه بالترويج لنكت المحششين، هل خطر ببال أحدكم يوما ما أنه مروج لهذه الآفة الخبيثة؟ ثم إنني لا أعرف حتى الآن من هي الجهة المستفيدة من هذه الخطة (إن صحت الفرضية)، والحقيقة إن الموضوع من وجهة نظري لا يحتمل كل هذا، فكلنا يعلم أن نكت المحششين التي بدأ الناس بتداولها مؤخرا، تقوم على اعتبار أن التحشيش وصف أو رمز للهسترة والانفصال عن الواقع، إلى درجة الفهم المغلوط للحقائق والقيم، وهذا مثار التندر أو الفكاهة، وليس بمعنى السعادة والذكاء الاجتماعي.

وعلى هذا الأساس نجد أوقات الاستراحة أو البعد عن جو العمل يصفها الشباب على معرفاتهم في "البلاك بيري" و"الواتس أب" بـ (تحشيش تايم)، وهذا لا يعني بالتأكيد أنهم في وقت تعاطي الحشيش، بل هم في وقت سعادة تصل إلى عدم مقاربة الواقع بكل همومه وآلامه. بل وحتى في إعلانات المواقع والمنتديات الساخرة تتداول كلمة تحشيش بذات المعنى، ولو تأملنا لاستخدام كلمة حشيش ومشتقاتها عند السعوديين لوجدناها تدور داخل هذا الإطار فقط، ولم تدخل إلى الأبعاد الترويجية من أن الحشيش عالم من السعادة والبهجة والأنس.

بل إن الشباب اتخذوا من المحششين وسيلة ذكية للضحك على جراحهم وآلامهم، فهم يسبغون صفة التحشيش على من يودون استنطاقه بما يجيش في خواطرهم، فلم تسلم فئة في مجتمعنا من نعتها بالتحشيش إن صدر منها كلام لا يليق أو لا يمكن لعاقل أن يصدقه.

حقيقة لا أعرف لماذا نتوجس من الضحك؟ ونظن به سوءا؟ بل ونخافه، وكأن الكآبة هي الحالة الأصل.. نكات المحششين المتداولة بين عامة السعوديين ليست في مجملها نكاتا سطحية، تهدف إلى إثارة الضحك، بل بعضها يضحك إلى درجة البكاء.. لأن الشباب في أكثر من قطر عربي ـ من خلال هذه النكات ـ يسخرون من واقعهم..

وبالمناسبة، ما آخر "نكات" المحششين؟