تجاوز سجل إردوغان الإجرامي ليطال فئة ذوي الإعاقة في حدث يستنطق حتى المشاعر الجامدة، حيث تعرض الشاب الإيزيدي آراس خليل، الذي يعاني مشاكل في السمع والتحدث، لعمليات تعذيب قاسية بعد أن ضل طريقه إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وعلمت «الوطن» من مصادرها أنه أثناء توجه الشاب آراس من منزله الذي يقع على حدود أعزاز وقرية قسطل جند إلى بساتين العائلة، وضل طريقه ودخل في مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة، حيث اختطفته الفصائل وارتكبوا بحقه أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ونجم عن ذلك أن فقد آراس عقله.

اغتصاب آراس

وعن حالة آراس قال لـ«الوطن» الناشط الكردي أبوجمعة الحلبي: إنه تم إخبار العائلة بحالة آراس الصحية من قبل المستشفى، كما أصدر الهلال الأحمر الكردي والسوري تقريرين بحالته، بينما علمت الأم بتفاصيل حالة آراس الذي عثر عليه مرميا على الطريق، وتم نقله إلى أحد المستشفيات الحكومية بحلب، وبقي هناك عدة أشهر يخضع للعلاج من آثار التعذيب والجروح والحروق التي كانت في جسده.

وقالت أم آراس واصفة حالة ابنها «لم تكن ملامح وجهه واضحة بسبب آثار التعذيب، وجاء إلي محملاً بين الأيادي مثل قطعة لحم، وتم هتك عرضه.

حالة آراس الصحية

ورغم مرور أشهر على علاجه، «ما زال غير قادر على الجلوس إلا في وضعية القرفصاء، ولا يستطيع المشي إلا بمساعدة، ويظل طوال الوقت مستلقيا على ظهره، لا يتحرك ولا يطلب طعاما أو ماء، فإذا لم أطعمه أنا، أو أعطِه ماء يظل على تلك الحالة أياماً وليالي»، تابعت: أعتني به كالأطفال لأنه لا يستطيع التحكم بنفسه.

وتضيف أمينة أم آراس باكية: «إذا نفدت أدويته المهدئة يتحول إلى شخص خارج عن السيطرة، يضربني ويدفعني عنه ولا يعلم أنني والدته، وهذا يزيدني ألماً، كانت حالته كعائد من الموت، الكلام ليس كمن يرى، إنه شخص آخر الآن، شخص بعاهات كثيرة، لقد تمت خياطة أذنه اليسرى في ثلاثة أماكن».

حالات مشابهة

وبين الناشط الكردي أبوجمعة الحلبي أن سجون الفصائل الموالية لتركيا مليئة بالحالات المماثلة لحالة آراس، حيث يعتبر سجن الراعي وسجن المعصرة في مدينة أعزاز من أشد السجون تعذيبا، مبينا أن هنالك عشرات الأخبار وصلته عن سجن الراعي بينت أن هناك بئرا قريبة من السجن تقوم الفصائل بإلقاء المساجين الذين يقتلون تحت التعذيب فيها.

جثث داخل السجن

وأكد الحلبي أنه سمع أنباء وردت إليه إبان الاحتلال التركي لعفرين عن وجود عدد من الجثث داخل السجن وأمام مرمى السجناء، بينما اعتادت إدارة السجن استخدام هذا الأسلوب لترويع السجناء وإجبارهم على الاعتراف أو التوقيع على اعترافات مكتوبة مسبقا.

واختتم حديثه إلى «الوطن» مطالبا الحكومات العربية والمجتمع الدولي بالتدخل للإفراج على المعتقلين وفتح تحقيق شامل بجرائم القوات التركية والفصائل الموالية لها، خصوصا بعد اختطاف الفصائل أكثر من 5 آلاف مواطن كردي، مصير أغلبهم لا يزال مجهولا.

ماذا جري لآراس في سجون الجيش التركي؟

المعاق ضل طريقه ودخل مناطق سيطرة الفصائل

تم اختطافه

وتعذيبه جسديا ونفسيا حتى فقد عقله

عثر على آراس مرميا على الطريق

لا يزال يتعالج من آثار التعذيب ولا يعرف والدته