رفض وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير الحديث عن انسحاب أميركي من المنطقة، مؤكّدا "ألا شك" في وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها، وقال: "الولايات المتحدة حليف يمكن الاعتماد عليه إلى حد كبير، كما كان على مدى العقود السبعة الماضية".

وتابع خلال مؤتمر حوار المنامة السنوي: "هناك رغبة في الولايات المتحدة تاريخيا لمحاولة التراجع على الساحة الدولية، لكن هذه الرغبة لا تنعكس في الموقف الأميركي" على الأرض، مضيفا "الأميركيون متواجدون في المنطقة لأنهم القوة العظمى الوحيدة على وجه الأرض".

خط أحمر

ودافع الجبير عن رد الرياض على الضربات التي استهدفت أرامكو في سبتمبر، قائلا، إن المملكة كانت "صبورة من الناحية الإستراتيجية" في تحقيقاتها بالهجوم حتى لا يكون هناك "أي شك" حيال الجهة التي تقف خلفها، وتابع: "لقد قلنا طوال الوقت إننا لا نريد الحرب".

تراجع أميركي

ولكن وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورانس بارلي انتقدت، أمس، ما اعتبرته تراجعا "تدريجيا ومتعمدا" للدور الأميركي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنّ تجنّب الرد على اعتداءات في الخليج اتهمت إيران بالوقوف خلفها، ولد أحداثا "خطيرة".

وقالت بارلي في خطاب خلال مؤتمر حوار المنامة السنوي: "رأينا عدم انخراط أميركي تدريجي متعمّد"، مضيفة أن هذه السياسة "كانت مطروحة على الورق" لفترة من الوقت لكنها أصبحت أكثر وضوحا، مؤخرا، وأضافت "عندما مضى تلغيم سفن دون رد، أُسقطت الطائرة دون طيار. وعندما حدث ذلك دون رد، قُصفت منشآت نفطية رئيسية. أين تتوقّف هذه الأحداث؟ أين الأطراف التي تفرض الاستقرار؟".

وتابعت بارلي أن "المنطقة معتادة على انحسار ثم تزايد التدخل الأميركي. لكن هذه المرة بدا الأمر أكثر خطورة".

رد أميركي

ورد قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكنزي، على الانتقادات الموجهة لدور واشنطن في المنطقة، معترفا في الوقت نفسه بأن هذه المسألة قد لا تكون من الأولويات بالنسبة للأميركيين.

وقال للصحفيين على هامش المؤتمر: "لدينا حاملة طائرات في المنطقة، ودعمنا السعودية... لا أتفق تماماً مع السردية القائلة بأننا تخلينا عن المنطقة أو أننا نغادرها"، وتابع "من الواضح أن للولايات المتحدة أولويات دولية أخرى، هذا ربما ليس من أبرز أولوياتنا الدولية، لكن أعتقد أن التواجد في المنطقة يبقى شديد الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة".

مهمة أوروبية

في السياق ذاته، قالت بارلي، إنّ "فرنسا تؤيّد مهمة أوروبية منفصلة، من المفترض أن تبدأ "قريبًا جدًا"، وأوضحت "نريد أن نوضح أن سياستنا مغايرة لسياسة الضغوط القصوى الأميركية" على إيران.

وكانت فرنسا وبريطانيا اقترحتا في يوليو بناء تحالف لحماية السفن في الخليج، لكن لندن انضمت في ما بعد إلى التحالف الذي أطلقته الولايات المتحدة هذا الشهر ويضم أستراليا والولايات المتحدة ودولا خليجية بينها السعودية.

وفي خطابها، تحدثت بارلي أيضا عن احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية مرة جديدة في سورية، واعتبرت أنّ هذا الموضوع "خط أحمر" بالنسبة لفرنسا، وتابعت "نعم هناك خطر حدوث ذلك وعندما تنظر إلى محافظة إدلب فهناك خطر كبير. أنا مقتنعة بأنه إذا تم استخدام هذه الأسلحة مرة أخرى، فإن فرنسا ستكون مستعدة للرد".

انتقادات فرنسا للدور الأميركي

- هناك تراجع تدريجي للدور الأميركي في الشرق الأوسط

- تجنب الرد على اعتداءات إيران ولد أحداثا خطيرة

- مضى تلغيم السفن في الخليج دون رد

- مضى إسقاط الطائرة بدون طيار دون رد

- بسبب عدم الرد جاء قصف منشآت نفطية