شكّلت 6 مشاركات للمملكة بقمة العشرين في آخر 5 أعوام، علامةً فارقة في تاريخ المملكة الاقتصادي، وتوّجت هذه المشاركات باستضافة السعودية لقمة العشرين المقبلة 2020. وعزز دخول السعودية إلى مجموعة العشرين الدولية، التي تضم أقوى 20 اقتصادا حول العالم، الدورَ المؤثر الذي تقوم به في الاقتصاد العالمي، لقيامها على قاعدة اقتصادية - صناعية صلبة، وتأكيدا لمكانة المملكة وثقلها المؤثر على الاقتصاد العالمي، ولمواقفها المعتدلة وقراراتها الاقتصادية الرشيدة، التي تبنتها خلال سنوات التنمية الشاملة، إضافة إلى النمو المتوازن للنظام المصرفي السعودي، والتزامها بالاستمرار في أداء دور فاعل وإيجابي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، وعلى دورها في صياغة نظام اقتصادي عالمي، يحقق نموا اقتصاديا عالميا متوازنا ومستداما، وبما يحافظ على مصالح جميع الدول المتقدمة والنامية.

وقد رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفد المملكة في قمة بريسبن الأسترالية، التي عقدت في الفترة من 22 -23 من محرم 1436، حينما كان وليا للعهد.

قمة 2015

في القمة التي استضافتها مدينة أنطاليا التركية عام 2015، رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفد المملكة للقمة، وأكد أن المملكة عانت كثيرا من الإرهاب وحاربته، وتصدت لمنطلقاته الفكرية، خاصةً تلكَ التي تتخذُ مِن تعاليمِ الإسلامِ مبرراً لها، والإسلامُ منها بريء.

وشدد خادم الحرمين الشريفين في كلمته أمام القمة، على أنَّ عدمَ الاستقرارٍ السياسي والأمني «مُعيقٌ لِجُهودنا في تَعزيزِ النموِ الاقتصادي العالمي، وللأسف تُعاني منطقتنا مِن العديدِ مِن الأزماتِ».

وقد التقى -على هامش القمة- كلّا من مستشارة ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، ورؤساء دول كل من: الهند واليابان وروسيا وتركيا، وجرى خلال تلك اللقاءات بحث العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك الدول، والموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.

أول قمة لولي العهد

في قمة الصين، ترأس وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وفد المملكة -للمرة الأولى- نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشدد في كلمته أمام الأعضاء على أهمية ما صدر عنها من قرارات، معبّرا عن أمله في أن تسهم بشكل كبير في دعم التضامن بين دول المجموعة، وتعزيز معدلات نمو الاقتصاد.

والتقى عددا من رؤساء الدول على هامش القمة، منهم الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا هولاند، وكذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء «إيطاليا ومصر وكوريا الجنوبية وكازاخستان والبرازيل»، والأمين العام للأمم المتحدة، وبحث معهم تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية.

نقل رؤية المملكة للعالم

في 2018، عاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتمثيل المملكة مرة ثانية، وهذه المرة في قمة الأرجنتين التي بحثت ملفات التجارة والنفط والمناخ، وكان من أبرز الحاضرين فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي.

ونقل ولي العهد، خلال هذه القمة، الرؤية الطموحة التي شرعت المملكة في تنفيذها وأطلع العالم عليها.

قمة أوساكا

في 27 يونيو 2019، وصل ولي العهد إلى مدينة أوساكا باليابان، ليرأس وفد المملكة في قمة قادة دول مجموعة العشرين، وشهدت القمة لقاء ولي العهد عددا من رؤساء الدول، منهم: رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، وملكة هولندا الملكة ماكسيما، ورئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج.

وعقب ذلك لقاء لولي العهد بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أشاد بالإنجازات الكبيرة التي حققها للمملكة، خاصة الجهود في سبيل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه. وتطرق ترمب أيضا إلى العلاقات التجارية والاقتصادية، والعسكرية، بين أميركا والمملكة، وما تحققها من مصالح مشتركة للبلدين، واصفا إياها بالرائعة.

وأعرب ولي العهد عن شكره وتقديره للرئيس الأميركي، وقال «نحن نحاول أن نعمل الأفضل لبلدنا المملكة العربية السعودية، وهي رحلة طويلة، وإن عملنا الكثير خلال السنوات القليلة الماضية، نحتاج إلى عمل المزيد».

وفي هذه القمة، عقد ولي العهد -أيضا- عددا من اللقاءات الأخرى مع عدد من رؤساء الدول التي ضمت: إندونيسيا، وجنوب إفريقيا، والبرازيل، وبريطانيا، ورئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس.

كما التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وختم الزيارة بزيارة إمبراطور اليابان ناروهيتو، بقصر اكاساكا في طوكيو.

تمكين المرأة والشباب

أشاد ولي العهد في كملته خلال القمة ببرنامج عمل مجموعة العشرين، ويرحب بقادة الدول الأعضاء في الدورة التالية في الرياض.

وأشاد ولي العهد ببرنامج عمل مجموعة العشرين خلال الرئاسة اليابانية لها، وتركيزها على بناء مستقبل اقتصادي يتمحور حول الإنسان، ومواجهة التحديات الديموجرافية والتقنية.

وأكد الأمير محمد بن سلمان أن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين، في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحدياتٍ متداخلةٍ ومعقدة.

وأشار إلى أن تعزيز الثقة في النظام التجاري المتعدد الأطراف، يعتمد جوهريا على إصلاح منظمة التجارة العالمية والعمل تحت مظلتها.

كما شدد على أنه من الضروري معالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي، مؤكدا أهمية السعي والعمل معا للوصول إلى حلول توافقية بشأنها عام 2020، لتفادي التدابير الحمائيّة، مشيدا بالتقدم الذي تحقق في السنوات الماضية على الصعيد الاقتصادي، وموضحا ضرورة السعي الجاد للوصول إلى الشمولية والعدالة، وتحقيق أكبر قدر من الرخاء.

وأكد ولي العهد، أن تمكين المرأة والشباب يظل محورا أساسيا لتحقيق النمو المستدام، وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف، بأنه لضمان الاستدامة فسيكون موضوعُ التغيّرِ المناخي، والسعي لإيجاد حلولٍ عملية ومجدية لخفض الانبعاثات من جميع مصادرها والتكيف مع آثارها، وضمان التوازن البيئي في العالم، على أجندتنا تحت رئاسة المملكة للمجموعة.

استضافة المملكة لقمة 2020

قال ولي العهد، إن المملكة ستتولى رئاسة مجموعة العشرين في ديسمبر 2019، مؤكدا العزم على مواصلة العمل لتحقيق التقدم المنشود في جدول أعمال المجموعة، والعمل مع الدول الأعضاء كافة، خاصة أعضاء الترويكا دولتي اليابان وإيطاليا، لمناقشة القضايا الملحة في القرن الحادي والعشرين، ولتعزيز الابتكار والحفاظ على الأرض ورفاه الإنسان.

معلومات عن G20

تعد القمة أهم منتدى اقتصادي دولي

تُعنَى ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي

تشكل دول المجموعة ثلثي سكان العالم

تضم 85 % من حجم الاقتصاد العالمي

تحتل السعودية المرتبة الثالثة بين دول G20 من حيث الاحتياطات الأجنبية بـ505.1 مليارات دولار «1.9 تريليون ريال»، بعد كل من الصين واليابان

تشمل 75 % من التجارة العالمية