كما تنوعت مصادر الاقتصاد الوطني وتمكنت المملكة في غضون سنوات قليلة من فتح آفاق أكثر اتساعا نحو عقد الشراكات الاقتصادية والاستثمار في مختلف المجالات، والعمل بشكل جاد لضمان تنمية مستدامة حقيقية، وحفظ للموارد وصيانة للمال العام، ومحاصرة لأسباب الهدر والفساد وترسيخ لمبادئ المحاسبة والنزاهة.
أما ما حدث في ملف حقوق الإنسان خلال هذه السنوات فهو بحق مفخرة إنسانية كانت لافتة للعالم بأسره. فقد حسمت في هذا العهد العظيم مواقف ظلت عالقة لعقود كان من أبرزها ما حدث في ملف المرأة، فقد نالت المرأة السعودية استحقاقات كبرى لم يتوقع أكثر المتفائلين حدوثها في هذا الوقت القياسي، فتمكنت من قيادة السيارة دون قيود أو شروط خاصة، واكتسبت حقها في حرية السفر والتنقل، وتبوأت المراكز القيادية العليا، فأصبحت المواطنة والكفاءة معايير كافية لتمنح السعوديات فرصة المشاركة والعمل والإنجاز للوطن وللحياة.
إن الحديث عن هذا العهد الفاخر يطول ويكفينا نظرة لظروف المرحلة الحالية، إذ تحل علينا هذه الذكرى المجيدة وبلادنا تترأس قمة العشرين، وترتب الملفات السياسية مع خصومها في محيط مشتعل لطالما كان مصدرا للقلق والترقب، ولكن السعودية اليوم تحقق الإنجازات العظيمة في هذا الملف الشائك والمزمن، كما تحل علينا هذه الذكرى الغالية وبلادنا تستقبل العالم في مواسمها السياحية الزاخرة بالفن والرياضة والثقافة والفرح. وباختصار نحن في الذكرى الخامسة للبيعة أكثر قوة ومنعة ومجدا، وطريقنا أكثر وضوحا، وشعبنا أكثر رخاء وازدهارا. فهذا العهد المجيد هو عهد تحول حقيقي نحو مستقبل سعودي عظيم. فليحفظ الله والدنا ومليكنا المفدى، وليحفظ الله ولي عهده الأمين، وليحفظ الله الوطن والأمة السعودية العظيمة.