أجمع متحدثو جلسة «الحرب على الأخبار المضللة» في منتدى الإعلام السعودي، على أن الأخبار المزيفة تشكل تهديدا خطيرا على قيم النزاهة والصدق في صناعة الإعلام. واستعرضت الجلسة الحرب في غرف الأخبار عبر العالم، ضد انتشار المعلومات المغلوطة بشكل متعمد، والتي يتم نشرها بواسطة منصات الأخبار على الإنترنت ومنصات الإعلام المجتمعي. حيث أكد محرر صحيفة «عرب نيوز» روس أندرسن على أهمية المبادرات لدعم نوعية الصحافة وتخليص المهنة من الممارسات غير الأخلاقية التي تسهم بنشرها عبر الإنترنت.

الهجمات الإلكترونية

اعتبر مراسل scmp لشؤون أوروبا ستيورت لاو، أن التهديد الآخر الذي يواجه أخبار اليوم لا يأتي فقط من المنصات الاجتماعية والأخبار المضللة، وإنما من الهجمات الإلكترونية عبر خدمات الاتصال بالإنترنت. فيما قال كاتب ومحرر بشؤون الشرق الأوسط في دويتشه فيله، رانير هيرمان إن المنصات الاجتماعية اليوم موضع اتهام لدورها السلبي في التجييش والتلاعب بالرأي العام، عن طريق نشر الأخبار المضللة والتلاعب بمشاعر المستخدمين. وأكدت مراسلة ومنتجة أخبار لاريسا عون توسّع الشعور بانعدام الثقة بشركات مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجماهير.

صناعة الإعلام

أكد الكاتب والصحفي روجر هاريسون أهمية التأثير الذي ستحدثه الحقبة الانتقالية الحالية في المملكة على صناعة الإعلام. وطالب الصحفي والكاتب المحرر بشؤون الشرق الأوسط بصحيفة لو فيغارو جورج مالبرونو بضرورة تغيير الأفكار لدى الصحفيين عند رغبتهم بكتابة أي تقرير عن أي دولة، وأشار إلى أن الصحافة أداة تمكين للحوار بين الأديان والثقافات، كما طالب الدول بفتح أبوابها للصحفيين لأخذ صورة أفضل عنها، وعلى الصحفي أن يدرك أن هناك اختلافا بالثقافات بين الدول.

الافتقاد إلى الاستقلالية

طالب رئيس النقابة الوطنية للصحافة الدكتور عبدالله البقالي خلال مشاركته في منتدى الإعلام السعودي في جلسة بعنوان «الفهم الإعلامي بين المشرق والمغرب» بإيجاد إستراتيجية إعلامية موحدة للشرق العربي والمغرب لمواجهة الأزمات والحملات التي تستهدف المنطقة. وأضاف أن انتشار الفضائيات العربية يرجع إلى ارتباطها بأصحاب القرار السياسي ورؤوس الأموال الكبيرة والإمكانات الضخمة التي ترصد لها، بالإضافة إلى استقطابها لأحدث التقنيات في المجال الإعلامي بما يضاهي العالم الغربي، لكن خطابها مازال يفتقد إلى الاستقلالية.ولفت إلى أن عدد القنوات الفضائية التي تتولى بثها، أو إعادة بثها، هيئات عربية عامة وخاصة بلغ 1900 قناة، في حين كان العدد لا يتعدى العشرين أو الثلاثين قناة في مطلع التسعينات من القرن الماضي. وأشار إلى أن القنوات الرياضية تنفرد بأعلى نسبة في مجموع القنوات المتخصصة وفي المرتبة الثانية تأتي الدراما وتليها القنوات الدينية. مبينا أن الاهتمام المشرقي ظل لفترة طويلة محصورا بمنطقة الشرق الأوسط والخليج، رغم محاولات أخيرة بتخصيص حيز من النشرات لأخبار المغرب العربي، ولكنها ما زالت قاصرة على الوقوف الفعلي عند هموم المنطقة.

قضية المبتعثين

انطلق منتدى الإعلام السعودي بمشاركة أكثر من 130 متحدثا منهم وزراء وإعلاميون وقادة بارزون في مجال الإعلام وضمت أولى جلساته لليوم الثاني جلسة عنوانها «المبتعثون السعوديون: سفراء بلا حدود» والتي أقيمت في قاعة الدرعية والتي تحدثت من خلالها الدكتورة موضي خلف عضو في مجلس الشورى السعودي عن الأدوار الاتصالية للمبتعثين وعلاقتهم بالإعلام.

وعرضت الجلسة مدى الصدى الذي يتركه المبتعثون السعوديون في الخارج باعتبارهم كفاءات اتصالية وقوة ناعمة مهمة لحمل الرسالة الوطنية، وذلك من خلال الأدوار الاتصالية المتوقعة للمبتعثين السعوديين، وخياراتهم في زمن إعلام المواطن، واحتياجاتهم لأداء دور اتصالي فعال مكون يوميا من خمسة برامج، الذي لاقى أصداء عالية.

اجتماعات الأمانة

افتتحت أول من أمس اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب باستضافة من هيئة الصحفيين السعوديين، برعاية وزير الإعلام تركي الشبانة، ناب عنه في الحضور وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان.

وتضمن الحفل كلمة للحجيلان عن وزير الإعلام، كان من ضمن ما قال فيها أن الإعلام يواجه تحديات كبيرة منها منصات النشر الحديثة، ووضح أن المحتوى الإعلامي يحتاج للتطوير الذي يجذب الفرد. وأعقبت ذلك كلمة لرئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين خالد المالك، الذي عبر عن سروره بالتجمع الإعلامي الضخم، كما تضمن كلمة لرئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب مؤيد اللامي، الذي عبر عن ثقته بهيئة الصحفيين السعوديين، وأن الإعلام سيتجه لمستقبل واعد.وتضمن الحفل توقيع اتفاقيات بين هيئة الصحفيين السعوديين وكل من نقابة الصحفيين الفلسطينين وجمعية الصحفيين الإماراتيين والاتحاد العام للصحفيين السودانيين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية.

وذكر للوطن الكاتب خالد السليمان عن الاجتماع والاتفاقيات المقامة والمنتدى بأنه خطوة منتظرة نعوض فيها غياب دور الإعلام السعودي.