كشفت هيئة تقويم التعليم والتدريب عن نتائج البرنامج الدولي لتقويم الطلبة المعروف اختصارًا ببيزا (PISA)، أمس بعد إعلان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) المشرفة على البرنامج عن ذلك في العاصمة الفرنسية باريس.

ويعدّ البرنامج الدولي لتقويم الطلبة (بيزا PISA) الذي شاركت فيه المملكة العام الماضي 2018م مع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي يبلغ عددها 37 دولة مضافا إليها 42 دولة من قارات العالم المختلفة، دراسة استقصائية تُجرى كل 3 أعوام على الطلبة في سن 15 عامًا. كشفت نتائج (بيزا PISA 2018م) أن طلابنا حققوا مجموع نقاط أقل من المتوسط في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في (القراءة، الرياضيات، العلوم)، كما حققت نسبة صغيرة من طلابنا أعلى مستويات الإتقان (المستويين الخامس والسادس) مقارنة بالمتوسط في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجال واحد على الأقل (القراءة أو الرياضيات أو العلوم)، كما حقّقت نسبة صغيرة من طلابنا أدنى مستوى من الإتقان (المستوى الثاني ومستوى أعلى) في المجالات الثلاثة جميعها.

القراءة

%48 من طلابنا حققوا المستوى الثاني على الأقل من مستويات إتقان القراءة، ولم يتفوّق أي طالب تقريباً في القراءة، بمعنى أن أي منهم لم يحقق درجة تصنفه في المستوى الخامس أو السادس في اختبار القراءة بالبرنامج الدّولي لتقويم الطلبة (PISA). ويمكن للطلاب في هذين المستويين بلورة فهم كامل ومفصّل لأي نص يكون مضمونه أو شكله غير مألوف، إلى جانب التعامل مع المفاهيم التي تتعارض مع التوقعات، وعلى مستوى 20 نظاماً تعليمياً، من بينها الأنظمة التعليمية في 15 دولةً من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تفوّق أكثر من 10% من الطلاب ذوي 15 عاما وحققوا درجات تصنفهم في المستوى الخامس والسادس.

الرياضيات

في مجال مادة الرياضيات حصل نحو 27% من طلابنا على المستوى الثاني أو أعلى، وتختلف نسبة الطلاب المحققين لأدنى مستويات إتقان الرياضيات (المستوى الثاني أو أعلى) اختلافاً كبيراً، ما بين نسبة 98% في بكين وشانغهاي وجيانغسو وتشجيانغ (بالصين) ونسبة 2% فقط في زامبيا، التي شاركت في البرنامج الدّولي لتقويم الطلاب بغرض تقويم التنمية خلال عام 2017. وفي المتوسط في جميع بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حقّق 76% من الطلاب المستوى الثاني على الأقل من مستويات إتقان الرياضيات، كما حصل نحو 1% من الطلاب السعوديين على درجات في المستوى الخامس أو أعلى في الرياضيات.

العلوم

في مادة العلوم حصل نحو 38% من طلابنا في المملكة على المستوى الثاني أو أعلى. وذكرت نتائج PISA 2018 أنه فيما يخص مقارنة مستوى التحصيل بين الجنسين تشير إلى أنه على الرغم من تفوّق البنين على البنات في الرياضيات في معظم دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلا أن البنات يتفوّقن على البنين في هذا المجال في المملكة، وعلى الرغم من تفوّق البنات على البنين بشكل طفيف في العلوم (بمعدّل درجتين) حسب المتوسط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد تفوّقت البنات في المملكة على البنين بمقدار 29 نقطة.

حالات تنمر

أشار نتائج الدراسة أيضًا إلى أن 30% من طلابنا في المملكة أفادوا بتعرضهم لحالات تنمّر عدة مرات على الأقل في الشهر، مقارنة بنسبة 23% في المتوسط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وعلى الرغم من ذلك، أعرب 75% من الطلاب في المملكة (مقابل 88% من الطلبة في المتوسط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية) عن موافقتهم أو موافقتهم بشدة على مساعدة الأطفال الذين لا يتسنّى لهم الدفاع عن أنفسهم، كما أفاد 28% تقريباً من الطلاب في المملكة أن معلميهم اضطروا للانتظار لفترة طويلة حتى يهدأ الطلاب في جميع أو معظم حصص اللغة، مقارنة بما نسبته 26% في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ونقصت درجة هؤلاء الطلاب في المملكة 15 درجة دون الطلاب الذين قالوا إن انتظار المعلم لهدوء الطلاب لا يحدث عل الإطلاق أو يحدث في بعض الحصص فقط، وذلك بعد الضبط الإحصائي للحالة الاجتماعية-الاقتصادية.

التغيّب عن المدرسة والتأخير

أشارت النتائج إلى أنه تغيّب في المملكة عن المدرسة في أحد الأيام ما نسبته 56% من الطلبة، كما تأخر عن المدرسة ما نسبته 55% من الطلبة خلال الأسبوعين نفسيهما. وفي معظم البلدان والاقتصادات، كان الطلاب الذين يتعرّضون للتنمّر بشكل متكرّر أكثر عرضة للتغيّب عن المدرسة. وذكرت الدراسة أن 71% من الطلاب في المملكة (متوسط دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 67%) أكدوا أنهم راضون عن حياتهم (الطلاب الذين أفادوا بمستوى رضا يتراوح ما بين 7 إلى 10 نقاط في مقياس الرضا عن الحياة المكون من عشر نقاط)، وأن 85% تقريباً من طلابنا أفادوا بأنهم أحيانا أو دائما ما يشعرون بالسعادة، و8% منهم دائماً ما يشعرون بالحزن، بينما في معظم البلدان والاقتصادات كان الطلاب أكثر تعبيرًا عن المشاعر الإيجابية.

يذكر أن الدراسة الاستقصائية للبرنامج الدّولي لتقويم الطلبة (بيزا) لعام 2018 ركزت على القراءة، بينما تعدّ كل من الرياضيات والعلوم مع الكفايات العالمية، مجالات تقويم فرعية.