المحامي المصري نبيه الوحش مثال جيد لبعض الأشخاص "المستقعدين" والمتربصين بالفن والفنانين دون محاولة لفهم المحتوى والأبعاد خلف الأعمال الفنية, اللوحات, المسرحيات, وحتى بعض القصائد. و "الوحش" لم يبقِ مسلسلاً أو ممثلاً مصرياً ـ رغم المبالغة ـ إلا ورفع عليه قضية, وعلى الممثلات كذلك.

في مسلسل "زهرة و أزواجها الخمسة" تمثل غادة عبدالرازق الممثلة المصرية على أنها تزوجت بخمسة رجال. هذا المسلسل الكامل ومع الإسقاطات التي فيه اختصرها نبيه الوحش في قضيته السابقة التي رفعها على المسلسل وبطلته بحجة أنها تخالف الشريعة في مسألة تعدد الأزواج! مثل هذا نقول له "تستهبل؟!"

هناك من يحاولون التصيد في النصوص الأدبية أو الأعمال الفنية, ومحاولة "الاجتزاز" لأجل الابتزاز, أو للبحث عن شهرة مجانية يعرفه بها أتباع هذا الفنان أو ذاك. أو مثلما تقول غادة عبدالرازق في دفاعها عن نفسها إن الوحش نبيه سيقاضي نفسه إذا استيقظ يوماً وشاهد نفسه أمام المرآة, سيقاضي نفسه حين يكون في حالة مزاجية غير جيدة!.

هناك نسخ سعودية من نبيه الوحش بكل تأكيد, هم أولئك الذين لا يتصالحون مع الثقافة والفن والسينما, ويعتبرونها أدوات شيطانية هدامة, لا يوجد فرق بينهم وبين الوحش, والشبه الوحيد هو كثرة المقاضاة ومراجعة المحاكم للتأكد من سير المحاكمة والشكوى, ومسيرة الفن تواصل إبداعها وتطورها في ظل وجود مجموعات تعشق الصراخ وتبحث عن الزلة والخلل لتهييج الرأي العام؛ الرأي العاشق للفن, الرأي الذي يطرب وقت الطرب ويحزن وقت الحزن. حتى كلمة الحزن هنا قد تستفز أشباه "الوحش" لدينا ليرفعوا قضية ضد مجهول هو الحس الفني والذائقة المفقودة أو الغائبة إن صح التعبير عن أرواحهم.

نبيه الوحش أنهك الورق وهو يرفع القضايا تلو القضايا على الفنانين والفنانات, ومثله عشرات أو مئات في العالم العربي, بالإمكان استخدام الفن والسينما لعلاج القضايا وللرد على من نتهمهم بالغزو الفكري بنفس أدواتهم, بدلاً من ترديد عبارات الحزن والنحيب على الماضي التليد.